تبادل كل من رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو وحزب الرابطة الإسلامية الحاكم الاتّهامات في عرقلة مفاوضات «تقاسم السلطة» مع الرئيس برويز مشرّف، من دون أن يغلقا الأبواب أمام إعادة استئنافها، في مقابل استمرار مفاوضات الحكومة مع المتمرّدين على الحدود مع أفغانستان لإطلاق سراح أكثر من 160 جندياً بعد خطف عشرة جنود آخرين أمس. وأعلنت بوتو أوّل من أمس أنّ تعثّر المفاوضات لن يمنعها من العودة إلى البلاد التي ستعلنها في 14 الجاري، متّهمة أعضاءً من الحزب الحاكم بعرقلة المحادثات مع حزب الشعب الباكستاني بعدما أُنجز 80 في المئة منها. كذلك اتّهمت عناصر من الحكومة بمساندة مسلّحي «طالبان»، ولكنّها أحجمت عن توجيه النّقد المباشر إلى مشرّف، تاركة الأبواب مفتوحة أمام التفاوض. ورأت أنّ عودتها إلى باكستان ستكون عامل استقرار بعدما رأت بلدها يتزعزع في غيابها.
في المقابل، قال وزير الإعلام الباكستاني علي دوراني أمس، إنّ «الحوار سيستمر»، مشيراً إلى أنّ «تحقيق قائمة الأماني الخاصة بزعيمة المعارضة هو ما عطّل الوصول إلى اتفاق».
ولا تلقى مطالب بوتو تأييداً من أعضاء الحزب الحاكم (حزب الرابطة الإسلامية)، الذي يستند إليه مشرّف الذي ينتابه القلق من احتمال عودة خصمه القديم وانتزاع السلطة منه.
أما التحدي الثاني الذي يواجهه مشرّف فهو عودة رئيس الوزراء الأسبق نوّاز شريف، الذي دعا أوّل من أمس من لندن الدول الغربية إلى «عدم تقديم دعم أعمى لدكتاتور»، وأن «تفرّق بين إدارة ديموقراطية وإدارة رديئة»، متّهماً مشرّف بأنّه قاد باكستان إلى الحافة، وأنّ «هذا الدكتاتور يستخدم الجيش لضمان استمرار إدارته غير الشرعية».
وفي معركته على الجبهة الثالثة ضدّ المتمرّدين، تحاول قوّات مشرّف الأمنية احتواء عناصر «طالبان» على الحدود مع أفغانستان، بعد احتجاز أكثر من 150 جندياً باكستانياً من قبل المتمرّدين في المناطق القبلية يوم الخميس الماضي.
وطالب المتمرّدون، في إطار المفاوضات التي يجريها 60 وسيطاً من زعماء القبائل ورجال دين وحقوقيون في منطقة وزيرستان القبلية، بـ«انسحاب القوّات الحكومية من منطقة الحدود مع أفغانستان كشرط لإطلاق سراح الجنود».
في المقابل، أعلن مصدر استخباري، رفض الكشف عن هويته، أنّ المسلّحين خطفوا نحو 205 من الجنود، بينهم 135 جندياً باكستانياً و70 جندياً من المرتزقة، وأمسكوا بـ20 آلية عسكرية.
كما أعلن المتحدث باسم الجيش الجنرال وحيد أرشاد عن فقدان نحو 10 جنود آخرين، قال المتمرّدون أمس إنّه جرى خطفهم، متّهمين الحكومة الباكستانية بخرق اتفاق السلام الموقّع عام 2005، ومعلنين أنّهم يحتفظون بـ300 جندي كرهائن «حتى تعود الحكومة إلى الاتفاق» وتسحب قوّاتها من المنطقة.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، د ب أ)