strong>لا تزال خطابات المسؤولين الإيرانيين تتسم بلهجة تصعيدية تؤكد تمسكهم بتطوير البرنامج النووي حتى تحقيق أهدافه «السلمية»، فيما يتزايد عدد الدول التي تعبرِّ عن خشيتها من هذا البرنامج المثير للجدل
كرَّر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامنئي أمس، القول إن بلاده «لن تتراجع أبداً أمام الترهيب بشأن الملف النووي»، فيما كشف الرئيس محمود أحمدي نجاد عن أنه يمتلك «أدلة» تفيد أن أي بلد لن يجرؤ على مهاجمة إيران.
وشدَّد خامنئي، في خطاب أمام عدد من الطلاب في طهران، على أن «الأمة الإيرانية قاومت وستقاوم ولن تتراجع أبداً أمام الترهيب في الملف النووي والقضايا الأخرى».
وهاجم خامنئي تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي انتقد فيها إيران أخيراً، واصفاً إياها بأنها تصريحات «متعالية وعنيفة، وتنمّ عن كره». ووسَّع المرشد هجومه ليشمل الدول الغربية، مؤكداً أن إيران «ستنتصر على هذه القوى السكرى والمتعالية عبر استخدام وسائلها الذكية والحكيمة».
أماَّ الرئيس محمود أحمدي نجاد، فدعا من جهته الغرب إلى الاعتراف بالحقوق النووية لإيران، وإنهاء النزاع بشأن هذه القضية، مجدداً قوله إنه «ينبغي بالفعل اعتبار هذا الملف مغلقاً».
وقال نجاد، خلال افتتاحه مؤتمر وزراء خارجية دول حركة عدم الانحياز عن «حقوق الإنسان والتنوع الثقافي» في طهران أمس، إن «غالبية دول العالم اعترفت بالفعل بالحقوق النووية لإيران، ومن الأفضل لمن يعارضون ذلك أن يعترفوا تدريجاً بهذه الحقوق هم أيضاً».
وكان نجاد قد أكد، في خطاب ألقاه أمام رؤساء الجامعات الإيرانية ونقلته صحيفة «اعتماد ملّي» أمس، أنهم «لن يتجرأوا على شن حرب». وعزا نجاد الحاصل على شهادة دكتوراه في هندسة النقل ذلك إلى سببين: الأول هو «أنني مهندس ومتخصص في الأرقام والحسابات.. إنني أضع جداول وحسابات طوال ساعات وأستعين بالمنطق لأصل إلى نتيجة. لا يمكنهم التسبب بمشاكل لإيران». و«الدليل الثاني هو أنني مؤمن بالله. والله يقول إن الذين يسيرون على الصراط المستقيم هم المنتصرون».
في المقابل، قال المستشار النمساوي ألفريد غوزينباور، خلال احتفال ترحيبي في مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت في القدس المحتلة، إنه يشارك إسرائيل «مخاوفها العميقة» تجاه البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى «أن على إيران أن تتقدم بمزيد من الأدلة وليس مجرد الإسراع بالإبطاء في العملية، ولكن إنهاء العملية».
أمَّا وزير الخارجية الإسباني، ميغل آنخل موراتينوس، فقد أعرب بدوره، قبل بدء اجتماع الاتحاد الأوروبي في بروكسل بشأن «سياسة دول الجوار الأوروبية»، عن قلقه إزاء إعلان الرئيس الإيراني أن بلاده تمكّنت من تشغيل أكثر من ثلاثة ألاف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم. ورأى أن «هذا الوضع يُلزم الاتحاد الأوروبي بتبنّي موقف حازم في مطالبته إيران الالتزام بوعودها مع منظمة الأمم المتحدة ومع الشرعية الدولية في المجال النووي».
من جهة أخرى، شدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، «على إيرانية الجزر الثلاث» المتنازع عليها بين الإمارات وإيران، معبّراً عن أسفه لـ«تكرار المزاعم الخاوية للمجلس (التعاون الخليجي) بشأن الجزر الإيرانية الثلاث في الخليج، وهي أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى»، رافضاً بيان وزراء خارجية المجلس في هذا الشأن، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أمس.
لكنّ حسيني رحَّب بقبول وزراء خارجية مجلس التعاون فكرة اتفاق للتجارة الحرة بين إيران ودول المجلس، مشيراً إلى أن هذا الموضوع «يعدّ خطوة هامة على طريق التعاون الإقليمي في منطقة الخليج».
إلى ذلك، قالت متحدثة باسم مركز الدفاع عن حقوق الإنسان، الذي ترأسه الإيرانية شيرين عبادي، إن الأميركية الإيرانية الأصل المتهمة بالتجسس، هالة أصفندياري، ستعود «إلى مكان إقامتها» في الولايات المتحدة.
وأكد محامي أصفندياري، التي تعمل في مركز «وودرو ويلسون» الدولي في الولايات المتحدة، عبد الفتاح سلطاني، أنها «استعادت جواز سفرها وغادرت إيران الليلة الماضية (الأحد)».
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، أ ب، مهر)