الدرع الأميركية وكوسوفو «خطّان أحمران»
شدّد وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف أمس على أنّ قضيّتي نشر منظومة الدرع الأميركية المضادّة للصواريخ في أوروبا الشرقيّة ومصير إقليم كوسوفو، هما من «الخطوط الحمراء» غير القابلة للتفاوض بالنسبة إلى موسكو، لأنّهما يمثّلان «تهديداً حقيقياً لأمننا القومي». تصريح يشير إلى عدم وجود اختراقات في المحادثات بشأن الملفّين الشائكين في المستقبل القريب، رغم الإشارة إلى «ضرورة التخلّي عن قوالب الماضي والعمل مع الولايات المتحدة لحلّ المشاكل العالمية»، وأنّه لا توجد مسوّغات لنشوء حرب باردة جديدة.
وفي خطاب أمام طلبة معهد العلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية في موسكو، قال لافروف إنّ «روسيا لا تساوم، وعلى شركائنا الدوليين أن يتفهّموا ذلك»، موضحاً أنّه «كان بإمكاننا جعل نظام الدفاع المضاد للصواريخ عنصراً لتعزيز الثقة وهذا الهدف كان في مقترحات الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين (لنظيره الأميركي جورج بوش) في كينيبنكبورت» في الولايات المتحدة حين التقيا في مطلع تموز الماضي.
وترى موسكو أنّ الرادار المنوي نصبه في تشيكيا وقاعدة الصواريخ في بولندا لـ«مواجهة خطر صواريخ الدول المارقة»، وتحديداً إيران، على حدّ زعم واشنطن، يمكن الاستعاضة عنه بقواعد عسكريّة مشتركة كتلك الموجودة في غابالا الأذريّة، وهو ما أعاد لافروف تأكيده حين قال إنّ «المقترحات (الروسية) تعطي فكرة عن طريقة تحقيق المصالح المشتركة الروسية والأميركية، لأنّنا لا نودّ أن تصل الأمور إلى إضاعة الفرص».
وأعرب السياسي الروسي، الذي لفت إلى أنّ «الولايات المتحدة وروسيا ورثتا مسؤولية مشتركة لضمان الاستقرار الاستراتيجي في العالم»، عن أمله أن تفضي المشاورات بين البلدين في المنظومة الصاروخيّة «إلى النتيجة المرجوة». ويجتمع خبراء من أذربيجان وروسيا والولايات المتحدة في باكو في 15 من الشهر الجاري للتشاور في شأن محطة غابالا، حسبما نقلت وكالة الأنباء الروسيّة «نوفوستي» عن الناطق الرسمي باسم الخارجية الأذرية خضر إبراهيم.
وتطرق لافروف، الذي أوضح أنّ «العالم بحاجة إلى روسيا مستقلّة وقوية تستطيع المساهمة بقسطها في حلّ القضايا التي تواجه البشرية، ولا حاجة لاختلاق خرافة الخطر الروسي»، إلى ملف كوسوفو، الإقليم الصربي الذي تسعى غالبيّته الألبانيّة للانعتاق من حكم بلغراد، ليؤكّد مجدّداً موقف بلاده الرافض لاستقلاله ولتحديد سقف زمني للمفاوضات التي ترعاها «ترويكا» أميركيّة ـــــ روسيّة ـــــ أوروبيّة، وتقضي بتقديم توصيات نهائيّة في 10 كانون الأوّل المقبل.
وفي حديثه عن العلاقات بين موسكو ولندن، أعرب لافروف عن أسفه لأنّ بريطانيا «تشارك برغبتها أو عدم رغبتها في بعض الدسائس والأعمال الاستفزازية التي تحاك ضد روسيا»، وذلك في إشارة إلى ازدياد توتّر العلاقات بين البلدين.
(أ ب، أ ف ب، يوبي آي)