في أوّل زيارة له إلى إقليم دارفور المضطرب في غرب السودان، استُقبِل الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون بتظاهرات مؤيدة، في معظمها، لسياسة حكومة الخرطوم، وسط غموض يعتري التقدّم الذي حقّقه لإجراء المصالحة في اليوم الثالث من زيارته للسودان.وواجه بان، في مستهل زيارته تظاهرات ترحيب وغضب، على سياسة المنظمة الدولية، إذ استقبلته مجموعة نساء يحملن لافتات تحضّ جماعات الثوّار، التي ترفض التوقيع على اتّفاق سلام دارفور، الذي تمّ التوصّل إليه في العام الماضي على حضور المفاوضات، على القيام بذلك. كما تسلّم التماساً من مجموعة من الأشخاص، قالت إنّها تمثّل الأهالي، تطالبه بدعم السياسة التي تنتهجها الحكومة لتشجيع النازحين على العودة إلى ديارهم في دارفور، وتقديم الدعم من المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
كما احتشدت مجموعة، ادّعت أنّها تمثّل «دارفور الحقيقي»، وهتفت: «نحن لا نهتم للأمم المتحدة، هذه بلادنا»، و«أنتم تريدون تدميرنا، ولن نسمح لكم بذلك في دارفور».
وأجرى بان محادثات في الفاشر مع قادة قوّات الاتّحاد الأفريقي في دارفور، وبحث معهم ترتيبات نقل مهمّة البعثة إلى عملية مشتركة مع الأمم المتحدة وفق قرار مجلس الأمن 1769، الذي يقضي بنشر القوّة المختلطة من المنظمة الدولية والاتحاد الأفريقي وقوامها 26 ألف جندي. وأعرب الأمين العام عن أمله في مشاركة كلّ قادة الفصائل الرافضة لاتفاق أبوجا في المفاوضات المقبلة، معوّلاً على جهود النائب الأول للرئيس السوداني ورئيس حكومة الجنوب سيلفا كير ميارديت في إقناع رئيس فصيل تحرير السودان عبد الواحد محمد نور رئيس بإنهاء مقاطعته للمفاوضات.
ووعد بان ببذل جهود لوضع حدّ للنزاع الذي أطاح مئات الآلاف من الأشخاص والتوّصل إلى حلّ سياسي للصراع المتفاقم بالاشتراك مع الاتّحاد الأفريقي ينبثق من إجراء محادثات للسّلام بين الحكومة والفصائل المسلّحة في الإقليم. وقال إنّه سيعمل مع الحكومة السودانية من أجل نشر القوّة المختلطة، كما أكّد سعيه من أجل الإسراع بعملية المفاوضات السياسية.
وأوضح أنّه تحقّق بعض التقدّم في تنظيم محادثات السلام مع جماعات المتمرّدين في دارفور.
ومن المقرّر أن يزور الأمين العام الرئيس السوداني عمر البشير اليوم ليختتم بعدها زيارته بالإعلان عن موعد المفاوضات المقبلة ومكانها ومن سيحضرها.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)