كشف مسؤولون فلسطينيون عن أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أبلغت الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن واشنطن قررت دعوة سوريا ولبنان إلى مؤتمر السلام الدولي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش في تشرين الثاني المقبل، في خطوة تأتي بعد تلميح أكثر من طرف عربي إلى نيّته مقاطعة هذا المؤتمر إذا لم يكن «شاملاً».وقال المستشار الرئاسي الفلسطيني، نمر حمّاد، أول من أمس إن «واشنطن تود دعوة دول لجنة المتابعة للمبادرة العربية للسلام، التي تضمّ سوريا ولبنان والأردن ومصر والمملكة العربية السعودية وقطر، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية، إلى المؤتمر».
وفي السياق، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول سوري، لم تسمه، قوله إن «دمشق تتابع عن كثب التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حول السلام»، مشيراً إلى أن «سوريا تفضل مشاركة أوروبية وأميركية في أي جهد دبلوماسي جديد». وأضاف: «نحتاج واشنطن لأنها القوة الوحيدة التي يمكنها الضغط على إسرائيل. نحتاج إلى شهود أيضاً. يمكن أن يقوم الأوروبيون بهذا الدور».
وتابع المسؤول السوري نفسه بأنه «لا يمكن أن يتحقق السلام في المنطقة من دون سوريا. بالطبع ينبغي أن يكون هناك حل للفلسطينيين. لكن كل شيء ينبغي أن يبدأ مع سوريا على عكس ما حدث حتى الآن».
ومن المقرّر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني اليوم مع الرئيس الأميركي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات إن لقاء عباس وبوش «يأتي لإزالة كل الغموض الذي يكتنف المؤتمر».
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن رايس «أدركت في أعقاب زيارتها للمنطقة أن الظروف لا تزال غير ناضجة للتوصل إلى اتفاق مفصل على القضايا الجوهرية لطرحه على اللقاء الدولي».
وبحسب المصدر نفسه، فإن رايس «سمعت من كل من التقت بهم رأياً مفاده بأنه لا أمل في الوصول إلى اتفاقية إطار في القضايا الجوهرية بسبب الفجوات الكبيرة بين الجانبين، لذلك من الأفضل تركيز الجهود على وثيقة تعكس المواضيع المتفق عليها بحيث تعرض كإعلان مشترك».
ورأى المصدر أنه رغم ذلك، فإن الأجواء في معظم المحادثات التي أجرتها رايس كانت طيبة ولم تشعر بخيبة أمل «كونها فهمت أنه لا يزال هناك وقت للتعديلات والعمل على البيان المشترك». وشدد على أن إسرائيل تتطلع لأن يكون البيان المشترك عمومياً قدر الإمكان كي «يكون في وسع اللقاء الإقليمي أن يكون محركاً للمسيرة، لا نهاية لمسيرة».
إلى ذلك، سيكون مؤتمر السلام الدولي محور اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرّر فجر اليوم. وسيكون الاجتماع مناسبة للمندوب الجديد للجنة الرباعية طوني بلير ليقدم تقريره الأول إلى المجموعة الدولية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا.
وقررت وزيرة الخارجية الأميركية أن تقدم تقريراً عن جولتها الأخيرة على الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وتنوي أيضاً الاجتماع مع بلير قبل عقد هذا الاجتماع.
ويتمثل الاتحاد الأوروبي أيضاً بوزير الخارجية البرتغالي لويس أمادو، الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وبالمفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية بنيتا فيرارو ـــــ فالدر.
وسيلتقي المشاركون في الاجتماع مع نظرائهم العرب الذين كلفتهم جامعة الدول العربية إقناع إسرائيل بالموافقة على مبادرة السلام العربية.
(الأخبار، أ ب، رويترز، أ ف ب)