strong>عبد المهدي يتوسّط بين القاهرة وطهران... ويلتقي الأسد اليوم
خطف نائبا الرئيس العراقي طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي أمس الاهتمام الإعلامي حول الحدث العراقي. ففي الوقت الذي فضّل فيه الأول البدء بالترويج لبرنامجه السياسي الجديد، «العقد الوطني العراقي»، في مدينة النجف في دار المرجع آية الله علي السيستاني، أطلق الثاني، من القاهرة، جملة من المواقف كان أبرزها ما كشفه مصدر عراقي عن اقتراح عبد المهدي تأدية بلاده دور الوسيط بين القاهرة وطهران للمساهمة في التخفيف من حدّة الاحتقان الإقليمي الذي يؤثّر بدوره في الوضع السياسي والأمني في بلاد الرافدين.
والتقى الهاشمي، على رأس وفد من «جبهة التوافق العراقية»، السيستاني، في خطوة هي الأولى من نوعها من حيث الجمع بين الممثّل السياسي الأكبر للعرب السنة المشاركين في العملية السياسية من جهة (التوافق)، وبين المرجع الروحي الأهم للطائفة الشيعية في العراق.
ووسط إجراءات أمنية استثنائية أمّنتها المروحيات الأميركية، كشف الهاشمي، وهو أيضاً رئيس الحزب الإسلامي، بأنّ السيستاني «كان مرتاحاً لمشروع العقد الوطني وباركه، رغم بعض الملاحظات الطفيفة على بنوده».
كما أشار الهاشمي إلى أنّ «هناك آليات في العقد الوطني لم تُنشر، ستناقش مع الكيانات السياسية، تتعلّق بالوضع الاستراتيجي للبلد وتتناول مسألة تشكيل الحكومة، ومن سيكون فيها ومن سيكون خارجها».
كما نقل الهاشمي عن السيستاني عدم رضاه «عن الذي يجري في العراق»، مقتبساً عن لسانه عبارة «قلبي يحترق على العراق». وأضاف الهاشمي «شرحت له أسباب انسحاب جبهة التوافق من حكومة (نوري) المالكي، وكيف يمكن أن تعود هذه الجبهة لملء وزاراتها عند زوال السبب الذي أدّى إلى انسحابنا».
في هذا الوقت، وصل عبد المهدي إلى دمشق أمس، آتياً من القاهرة، في زيارة تستمرّ ثلاثة أيام، ينتقل بعدها إلى العاصمة الأردنية عمّان.
وبعد لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك، دافع عبد المهدي عن حكومة نوري المالكي مؤكّداً أنها «لا تخضع للنفوذ الإيراني». ورفض قرار مجلس الشيوخ الأميركي الذي يقترح تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق فدرالية. وقال إن «الأمور المتعلقة بالعراق لا يبحثها ولا يقرّرها إلا العراقيون وحدهم ولا يمكن أن يقررها أي طرف خارج العراق».
وعدّد عبد المهدي جملة من المواضيع ناقشها مع المسؤولين المصريّين، وعلى رأسهم مبارك، أبرزها دور مصر في إعادة إعمار العراق ودورها الإقليمي المطلوب «لعدم ترك أي فراغ يمكن أن يحدث في العراق»، و«إمكان عودة البعثة الدبلوماسية المصرية بكامل هيئتها» الى بغداد.
غير أنّ «الأخبار» علمت أن السلطات المصرية رفضت مجدداً الاستجابة لطلب العراق إرسال سفير مصري جديد إلى بغداد خلفاً للسفير السابق إيهاب الشريف، الذي لقي حتفه في تموز عام 2005 ولم يُعثر حتى الآن على جثّته.
وقال مصدر عراقي مطّلع، لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»، إنّ عبد المهدي عرض على مبارك أن تتوسّط بغداد لترتيب حوار مصري ـــــ إيراني يقود إلى عودة العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ نحو ثلاثة عقود. وأكّد المصدر أنّ عبد المهدي ناقش المسألة مع مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان على خلفيّة الزيارة التي قام بها وكيل وزارة الخارجية الإيراني عباس عرقجي إلى القاهرة الأسبوع الماضي.
وكشف المصدر نفسه أنّ الجانب المصري لم يبدِ استجابة مباشرة للعرض العراقي، إلّا أنّه شرح أن القاهرة دخلت فعلاً في مرحلة استشراف إمكان الحوار مع إيران بشأن دورها في المنطقة الذي لا تخفي القاهرة عدم ارتياحها له.
وقال دبلوماسي عراقي آخر، للوكالة نفسها، إنّ الدول العربية، وخصوصاً مصر والسعودية، إضافةً إلى الولايات المتّحدة، «لا تزال مرتابة من التدخلات الإيرانية في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية، وستقاوم تحسين العلاقات العربية ـــــ الإيرانية في الوقت الراهن».
وفي دمشق، نقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن عبد المهدي، الذي سيلتقي الرئيس بشّار الأسد اليوم، تشديده بعد لقائه نظيره السوري فاروق الشرع على «عمق العلاقات التاريخية لبلاده مع سوريا»، معرباً عن الأمل «بأن تشهد مزيداً من التحسّن نحو الأفضل».
في سياق آخر، رفض القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان أيّ اتفاق بين حكومتي بغداد وأنقرة يجيز للقوات التركية التوغّل داخل كردستان العراق لمطاردة عناصر «حزب العمال الكردستاني»، الذي وصفه بأنه «حزب يقاتل من أجل حريته وليس إرهابياً».
ميدانياً، أعلن مسؤول عراقي أمس تجدّد قصف المدفعية الإيرانية للمناطق الحدودية في محافظة أربيل من دون تسجيل أي خسائر بشرية. هذا وأعلن جيش الاحتلال الأميركي في بيان له مقتل أحد جنوده شرق العاصمة بغداد.
(الأخبار، أ ب، يو بي آي،
أ ف ب، د ب أ، رويترز)