أصرّ المحتجون في ميانمار أمس على مواصلة تحرّكهم ضد النظام العسكري، متجاهلين القمع الذي تمارسه قوّات الأمن، الذي أسفر أمس عن مقتل أكثر من 13 شخصاً واعتقال المئات.واحتشد مئات الأشخاص على الطريق المؤدية إلى معبد «سول» البوذي، رغم أوامر الجيش بعدم السماح للمواطنين بالتوجه إلى المعبد. وتظاهر آلاف الشبان وهم يركبون دراجات هوائية في ماندلاي، ثاني أكبر المدن في ميانمار، ليتفرَّقوا بعدما عمد جنود النظام الى إطلاق العيارات التحذيرية. وردّد المتظاهرون هتافات ضد الجنود باللغة الإنكليزية «نريد فقط الديموقراطية»، فيما ردّ الجنود بتركيب قذائف صغيرة وطالبوا الحشد بالتفرّق عبر مكبرات الصوت.
وعلى خلفية مقتل المصور الياباني خلال المواجهات أول من أمس على يد قوات الأمن، من المقرر أن يتوجّه نائب وزير الخارجية الياباني ميتوجي يابوناكا إلى ميانمار لتقديم احتجاج شديد اللهجة للحكام العسكريين. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني نوبوتاكا ماتشيمورا «سنحثّ حكومة ميانمار على الوقوف على حقيقة وفاته، ولم نقرّر بعد تعليق المعونة المجانية». وأضاف إنه لم يتضح ما إذا كان إطلاق الرصاص على المصور الياباني متعمداً أم لا. وفي إطار الشلل الذي يعمّ البلاد، ذكر شهود عيان أن معظم المحالّ التجارية أغلقت أبوابها في يانغون حيث ينتشر رجال الشرطة والجنود البورميون بكثافة. كما قال مسؤول في قطاع الإعلام إن مجموعات إعلامية خاصة علقت نشاطاتها بسبب تدهور الوضع الأمني، حيث أصبح توزيع الصحف شبه مستحيل.
وأثارت عمليات القمع العنيفة في ميانمار موجة من التظاهرات الاحتجاجية في عدد من عواصم العالم وسط تزايد الغضب الدولي على المجلس العسكري الذي يحكم البلاد.
وفي إطار ردود الأفعال، حثّ الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون مجدداً السلطات العسكرية الحاكمة في بورما على وقف قمع التظاهرات ضد النظام، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحديث عن فرض عقوبات على رانغون «سابق لأوانه».
ودعت منظمة العفو الدولية، في رسالة مفتوحة، الدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان) المجتمعة في نيويورك إلى اتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة لحماية الحق في التظاهر السلمي في ميانمار، ومنع وقوع المزيد من التصعيد في أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان.
بدوره، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إنه «يمكن تحويل الأزمة السياسية إلى فرصة للإصلاح السياسي الشامل». وأضاف: من المتوقع أن تتصدر مسألة ميانمار جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي والصين المزمع عقدها في 28 تشرين الثاني في بكين.
الى ذلك، ذكرت الأمم المتحدة أن مبعوثاً للمنظمة الدولية يصل إلى ميانمار اليوم لتقويم الأزمة في ميانمار. وأكدت المتحدثة باسم الأمم المتحدة ماري أوكابي أن المجلس العسكري الحاكم وافق على استقبال المبعوث إبراهيم غمبري.
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب، د ب أ)