ينتظر أهالي قرية العقبة، في الضفة الغربية، بصبر حلّ مشكلتهم في الحصول على المياه التي يسبّبها إلى حدّ كبير احتجاز السلطات الإسرائيلية شاحنة صهريج لنقل المياه تبرّعت بها الحكومة اليابانية لتخفيف أزمتهم.ويستقرّ الصهريج منذ أيّار الماضي في إحدى ساحات ميناء أسدود الإسرائيلي، فيما لا يزال سكان العقبة (نحو 300 نسمة) ومواشيهم يواجهون حرّ الصيف بطرق تقليدية منهكة ومكلفة.
وقال رئيس مجلس العقبة سامي صادق «لا أدري ما الذي يدفع إسرائيل لاحتجاز الصهريج، وكيف يمكن ذلك أن يمثّل تهديداً لأمنها»، بعدما رفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية إعطاء إذن لإدارة الميناء للإفراج عن المياه.
وفيما لم يتسنّ الحصول على تعليق من وزارة الدفاع الإسرائيلية ومكتب منسّق شؤون المناطق (الأراضي المحتلّة) فيها والإدارة العسكرية في الضفة الغربية، أوضح صادق «نحن نعاني أصلاً بسبب رفض إسرائيل السماح لنا بإقامة شبكة مياه، الآن وبعدما تلقّينا هذا التبرّع السخي من اليابان تواجهنا إسرائيل بمزيد من القيود والعقوبات».
وتخضع العقبة المجاورة لبلدة طوباس في شمال الضفة لسيطرة إسرائيلية كاملة، ويقوم جيش الاحتلال بتنفيذ تدريبات عسكرية على أراضيها البالغة مساحتها الإجماليّة نحو 3500 دونم، يسيطر الاحتلال على معظمها، محاصراً الأهالي في بقعة ضيّقة ومانعاً المزارعين والرعاة من التنقل، بحسب إشارة صادق.
ويضطرّ سكان العقبة حالياً إلى التزوّد بالمياه من نبع الفارعة الذي يبعد 20 كيلومتراً عن القرية، فيما سيسمح وصول الصهريج بتخفيف المعاناة قليلاً.
وفي تعليق على الموضوع، قال ممثّل اليابان لدى السلطة الفلسطينية تاتسوشي كوندو، في تصريح للوكالة نفسها، إنّ بعثته «تواصل اتصالاتها حول المسألة من أجل إتمام المشروع» بإيصال الصهريج إلى القرية.
ويؤكّد خبراء فلسطينيون أن الإجراءات الإسرائيلية تطال عمليات إدخال مختلف التجهيزات الخاصّة بتطوير شبكات المياه في كلّ من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال مدير منظمة «الهيدروجيّين الفلسطينيين» غير الحكومية، المتخصصة في مشاريع المياه، عبد الرحمن التميمي، «نضطر إلى الانتظار طويلاً قبل أن تسمح إسرائيل بإدخال معدّات مثل مضخات وأنابيب وغيرها، ما يربك إلى حدّ كبير مشاريعنا ويعطّلها».
وضرب مثالاً على ذلك رفض إسرائيل إدخال مضخّات لمشروع حفر آبار في منطقة طولكرم إضافة إلى «منع شبه كامل» بدخول المعدّات الى قطاع غزة.
وتعاني الأراضي الفلسطينية عجزاً كبيراً في كميات المياه. وقد كشفت سلطة المياه الفلسطينية أنّ معدل التزوّد بالمياه للفرد في الضفّة الغربية البالغ 66 ليتراً يومياً، يقلّ بكثير عن نصف المعدّل الأدنى المقترح من منظمة الصحّة العالمية الذي يصل إلى 150 ليتراً في اليوم الواحد، حسبما أوضح رئيس سلطة المياه الفلسطينية فضل كعوش، الذي أشار إلى أنّ المعدّل يتدنّى في مناطق غرب جنين إلى 24 ليتراً فقط.
ولفت كعّوش إلى أنّه لا يزال «نحو 400 ألف نسمة محرومين التزود بالمياه من خلال الشبكات العامة ويتزودون بها بوسائل تقليدية مثل جمع مياه الأمطار أو شراء المياه بالصهاريج أو استخدام ينابيع».
(أ ف ب)