واشنطن ـ محمد سعيد القاهرة ـ خالد محمود رمضان

رأى خبراء في الشؤون الأميركية ـــــ الإيرانية أن البيت الأبيض يستهدف، من خلال خططه إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب الأميركية، وبناء اتهامات بشأن تورط إيراني في العراق، التمهيد لحرب يشنّها على إيران. وقال رئيس المجلس القومي الإيراني ـــــ الأميركي تريتا بارسي إنه «إذا كان بمقدور حكومة الرئيس الأميركي جورج بوش إثبات فكرة أن الإيرانيين هم الذين يقتلون الأميركيين في العراق، فإن هذا سيجعل من الصعب على معارضي العمل العسكري تصوير حكومة بوش كمن يتجه للقيام بعمل خاطئ».
وقالت صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية أمس إن جدلاً حامياً يدور بين مستشاري الرئيس بوش بشأن العمل العسكري المتوقع ضد إيران، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستلجأ إلى هذا الخيار بشكل أحادي الجانب ومستقل عن أي تحركات من مجلس الأمن الدولي. ونسبت الصحيفة إلى الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» روبرت باير قوله: «إن مسؤولين بارزين في الحكومة الأميركية أبلغوه أن إدارة الرئيس بوش تعدّ لشن ضربات جوية على قواعد الحرس الثوري الإيراني، يمكن أن تشمل أيضاً المنشآت النووية الإيرانية، في غضون الأشهر الستة المقبلة»، مشيراً إلى أن ذلك «سيحدث بسرعة كبيرة، وسيفاجئ الكثير من الناس».
كما أعرب العضو الديموقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي غريغوري ميكس عن قلقه من سياسة بوش تجاه إيران. وقال إن «المشكلة الرئيسية لهذه الحكومة هي أنها تفكر عسكرياً في المقام الأول، بل ربما يكون العمل العسكري هو خيارها الوحيد في كثير من الأحيان، مما يلحق أضراراً بالغة بأميركا».
في المقابل، دشّن وزير الدفاع الإيراني العميد مصطفى محمد نجار خط إنتاج القنابل الذكية «قاصد» من زنة 2000 باوند، وأربعة خطوط لتصنيع ذخائر الأسلحة الخفيفة الخارقة والثاقبة. وقال نجار: «سنستخدم هذه (القنابل) ضد أعدائنا عندما يحين الوقت»، حسبما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».
في هذا الوقت، تبنّت مصر اتهامات وجهها وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط إلى إيران الأسبوع الماضي، بالسعي إلى الإمساك بأوراق المشكلات العربية، حتى تستطيع أن تستخدمها في مواجهتها مع العالم الغربي دفاعاً عن ملفها النووي. وقالت مصادر رسمية مصرية لـ«الأخبار»، إن «موقف أبو الغيط هو الموقف الرسمي المعتمد للحكومة، وهو لا يتحدث من تلقاء نفسه».
في الملف النووي ( يو بي آي، رويترز، أ ف ب، مهر، فارس)، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أول من أمس، إن بلاده تخطت المراحل الصعبة في الموضوع النووي الذي «لا عودة عنه»، مشدداً على أن إيران «مستعدة لتدريب الطاقات المتخصصة في جميع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية للاستفادة من تكنولوجيا إنتاج الوقود النووي، وذلك بإشراف الوكالة نفسها، واستناداً إلى قوانينها»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا». ويبدو أن «إيران أحرزت تقدماً بسيطاً في مجال تخصيب اليورانيوم هذا الصيف، ولكن من غير الواضح ما إذا كان السبب وراء هذا التباطؤ مشكلات فنية أو الخوف من مزيد من العقوبات الدولية، بحسب دبلوماسي مطّلع على عمليات التفتيش التي تقوم بها وكالة الطاقة في نتانز. وفي سياق تعليقه على قرار واشنطن المرتقب وضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب، توقَّع المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أن «تُصعّد أميركا اتهاماتها لإيران، نظراً لاقتراب موعد تقديم تقرير (المدير العام لوكالة الطاقة محمد) البرادعي إلى مجلس الحكام»، مؤكداً أن «توجيه مثل هذه الاتهامات لن يقدم أدنى مساعدة لإخراج أميركا من وضعها الراهن،».
في الشأن الإيراني الداخلي، ذكرت وكالة أنباء «فارس» أن محافظ البنك المركزي، إبراهيم شيباني، استقال بعد تردد شائعات بشأن مصيره.
إلى ذلك، قال وزير النفط الإيراني بالإنابة، غلام حسين نوذري إن بلاده لن تواجه مشاكل في تمويل مشروعات الطاقة رغم الضغوط الأميركية وعقوبات الأمم المتحدة، حسبما نقلت عنه صحيفة «جهان اقتصاد».