غزة ــ رائد لافي
«حمـــاس»: خطـــوة تعــــزّز الأزمـــة الداخليــــة... خدمــــة للاحتـــلال


باشرت حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية برئاسة سلام فياض أمس إجراءات جديدة تستهدف من خلالها محاصرة حركة «حماس» في الأراضي الفلسطينية، تمثّلت بإغلاق 103 منظمات خيرية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تسيير الأعمال محمود الهباش إن الحكومة قرّرت إغلاق 103 منظمات خيرية في الضفة والقطاع «لأنها انتهكت القانون». وأضاف إن هذه الخطوة لا تستهدف أي جماعة بعينها، مشيراً إلى أن بعض هذه المنظمات الخيرية يُستخدم كستار لأنشطة تتنافى مع القانون.
وقال القيادي في «حماس» سامي أبو زهري إن قرار إغلاق المنظمات الخيرية جزء من محاولة من جانب قيادة السلطة الفلسطينية لاجتثاث «حماس» من جذورها، وإنها لن تسبب سوى مصاعب بين الفلسطينيين.
أما المتحدّث باسم الحركة فوزي برهوم، فقال، في بيان له، «ننظر بخطورة بالغة إلى الحرب التي يشنها السيد محمود عباس وسلام فياض على أبناء وقيادات ومؤسسات وأنصار حركة حماس بما فيها المؤسسات الخيرية التي تُعيل أسر الشهداء والأسرى وجرحى الانتفاضة». ورأى أن ما حدث خطوة لا سابق لها «فاقت تصرفات الاحتلال الإسرائيلي، وتمثل مدى الانصياع التام والولاء المطلق من جانب محمود عباس وسلام فياض للإملاءات الإسرائيلية والأميركية من أجل تجويع وتركيع الشعب الفلسطيني لإرضاخه للقبول بأي حلول هزيلة».
ورأى برهوم أن قرار إغلاق المؤسسات هو «تدمير حقيقي للمصالح الوطنية الفلسطينية وتعزيز للأزمة الداخلية ويأتي في إطار الضغط الأميركي الإسرائيلي الفلسطيني على حركة حماس لعزلها وتقويضها خدمةً للاحتلال».
وفي السياق، اتهمت «حماس»، في بيان لها، الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال 11 من أنصارها وجرح أحدهم في الضفة الغربية.
من جهة ثانية، نفى متحدّث باسم الرئاسة الفلسطينية في رام الله أمس ما تردّد عن تسلّم الرئيس محمود عباس، من خلال وزير الخارجية السابق زياد أبو عمرو، مبادرة من حركة «حماس» أعدها القيادي فيها محمود الزهار بهدف فتح الحوار من جديد بينها وبين السلطة الوطنية الفلسطينية.
كما نفى الزهار «ما تردّد من أنباء عن تلك المبادرة»، مؤكداً أن «موقف حماس واضح وملخّص في ثلاث نقاط في الحوار وطرح كل المواضيع في المفاوضات ومن دون شروط».
وأضاف إن «الأمور وصلت بيننا وبين حركة فتح إلى طريق مسدود بسبب رفض الحركة الحوار مع حماس لذا فالأمور الآن متوقفة بيننا وبينهم».
إلى ذلك، اندلعت مشادات كلامية بين صحافيين من أنصار حركتي «فتح» و«حماس»، خلال مسيرة دعت إليها لجنة حماية الصحافيين في نقابة الصحافيين الفلسطينيين في مدينة غزة أمس احتجاجاً على الانتهاكات ضد الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفشل الصحافيون في إتمام المسيرة، التي انطلقت من أمام مجمع الأجهزة الأمنية المعروف باسم «السرايا» في مدينة غزة، في تجاه حديقة الجندي المجهول، كما كان مخططاً لها من قبل، بفعل التوتر الشديد الذي خيم عليها، وحال دون استكمال
فعالياتها.
وفي إطار «العقوبات» التي تفرضها القوة التنفيذية على القطاع الصحي الذي ينفّذ إضراباً في القطاع، أغلقت أمس أربع عيادات خاصة.