نيويورك ـ نزار عبود
انقسم أعضاء مجلس الأمن الدولي، الذي ناقش الوضع في الشرق الأوسط أمس إلى فريقين، أحدهما متفائل بنتائج الحوار بين السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، وأجواء الاجتماعات على مستوى الرباعية ودور طوني بلير فيها من جهة، والآخر محذِّر من تجاهل القوى الشعبية على الأرض، ولا سيما «حماس».
وقدّم منسّق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط مايكل وليامز، آخر تقاريره قبل الانتقال إلى منصبه الجديد في بريطانيا، اكتفى خلاله بالإعراب عن تفاؤل حذر بمستقبل عملية السلام بناءً على الدعم الدولي غير المسبوق الذي تكشّف في الأشهر الأخيرة، داعياً إلى دعم مقرون بخطوات حقيقية لعملية السلام على الأرض. كما دعا إلى ضرورة تعديل مسار المفاوضات نحو تحقيق «معاهدات حقيقية تتعلّق بقضايا الوضع النهائي والخطوات اللازمة لتحقيقها».
واستعرض وليامز الوضع في الضفة وقطاع غزة، ودعا إلى عدم تطبيق العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني، محذِّراً من أن إجراء كهذا من شأنه تغذية أجواء التطرف، مطالباً بالتعجيل بفتح معبر كارني. كما أعرب عن قلقه العميق لاستمرار بناء المستوطنات، بما في ذلك القدس الشرقية.
وبالنسبة إلى الشأن اللبناني، قال وليامز إن «الجمود السياسي وفشل المبادرات الأجنبية يعطلان البلاد منذ الخريف الماضي». لكنه رحب بإجراء الانتخابات النيابية في المتن في أجواء آمنة. وقال إن الأمين العام يؤيد إجراء انتخابات رئاسية دستورية. ورأى أن ذلك «سيؤدي إلى حدوث نقلة نوعية في المأزق السياسي للدولة». وأعرب عن ارتياحه للهدوء في الجنوب، مشيراً إلى استمرار خرق إسرائيل للمجال الجوي، وإن كان بدرجة أقل. ولم يتطرق إلى التطور في موضوع مزارع شبعا أو تحرير الأسرى.
نائب مندوب الولايات المتحدة، أليخاندرو وولف، هاجم استمرار تزويد المقاومة في لبنان بالسلاح من سوريا وإيران، ودعا إلى وقف ذلك. وشاطره المندوب الإسرائيلي دان غيلرمان مواقفه، وحاملاً على نائبة مندوب إندونيسيا أديواتويدي أديوسو التي اتهمها بجهل التاريخ عندما تحدثت عن تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وقيام دولة الاحتلال.
أما المندوب السوري في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، فقال إن «الحديث عن السلام لا يترجم إلى أفعال. فقيام السلام الشامل والعادل المبني على الشرعية الدولية يستوجب التزاماً جدياً مقابلاً من جانب الحكومة الإسرائيلية ومن يساندها لتحقيق هذا السلام».
أما المندوب اللبناني نواف سلام فاستعرض الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأجواء اللبنانية بتركيز خاص على القنابل العنقودية وآثارها المدمرة على السكان والبيئة. ودعا إلى تحريم استخدامها بشكل مطلق.