استبعدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، في مقابلة مع مجلة «لو نوفيل أوبسيرفاتور» الفرنسيّة أمس، استئناف محادثات السلام مع سوريا، معربةً عن اعتقادها بأنّ دمشق تمثّل «مشكلة ينبغي التعامل معها» في المنطقة، ومنوّهةً بالمقاربة الفرنسيّة الجديدة للسلام في الشرق الأوسط.وفي ردّ على سؤال عمّا إذا كان بإمكانها تأكيد شائعات في شأن استئناف المحادثات بين إسرائيل وسوريا بعد مرور عام على عدوان تمّوز، قالت ليفني «بالقطع لا. سوريا تواصل اللعبة الخطرة التي تلعبها في المنطقة، فهي تدعم حزب الله وترفض مبدأ الاستقلال للبنان ولا تزال تمثّل تهديداً». وأضافت «علاوة على ذلك، ترتبط دمشق، التي لا تزال المركز الإقليمي لدعم الإرهاب، اليوم بإيران في شراكة تمثّل أيضاً خطراً».
وأشارت ليفني إلى أنّ «الأمر واضح تماماً بالنسبة إلى إسرائيل، ويتطلّب السلام مع دمشق توضيحاً يهمّ المنطقة بأسرها». وأعربت عن رفضها التلميحات إلى أنّه سيكون من الأفضل لإسرائيل الانسحاب من الضفّة الغربية في أسرع وقت ممكن، قائلةً «ستكتنف الأمر قبل كل شيء مخاطرة برؤية الضفة الغربية تنزلق في براثن حرب أهلية تشبه ما آل إليه (قطاع) غزّة».
وتتناقض تصريحات ليفني مع عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في الآونة الأخيرة إجراء محادثات مباشرة مع دمشق، «إذا قطع الرئيس السوري بشار الأسد الروابط مع إيران وجماعات النشطاء الإسلاميين الفلسطينيين واللبنانيين».
وكرّر أولمرت، في مقابلة مع قناة «العربية» السعودية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، دعوته إلى إجراء محادثات مباشرة مع الأسد في شأن إعادة مرتفعات الجولان المحتلّة منذ عام 1967.
وأعربت ليفني، في المقابلة نفسها، عن ارتياحها لمقاربة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لمشاكل الشرق الأوسط، معتبرة أنه ينأى بنفسه عن عهد «ولّى». وقالت «كثيراً ما أخطأت باريس في النظر إلى دعم إسرائيل على أنّه موقف معادٍ للفلسطينيين أو العرب. لكن مع نيكولا ساركوزي يبدو لي أنّ هذه الفترة قد ولّت، وهذا أمر جيد».
وأضافت الدبلوماسيّة الإسرائيليّة، التي التقت ساركوزي ونظيرها الفرنسي برنارد كوشنير خلال زيارتها لباريس في الرابع من الشهر الجاري، «أعتقد أنّه سيكون لفرنسا دور أساسي تؤديه في عملية السلام واستقرار الشرق الأوسط».
(رويترز، أ ف ب)