مثّل إعلان مدير مركز الاستشعار عن بُعد في جامعة بوسطن، فاروق الباز، أمس عن وجود بحيرة ضخمة تحت الأرض في دارفور، بارقة أمل في تحقيق سلام مستقبلي في الاقليم السوداني المضطرب، من خلال توفير مصدر المياه التي تمثّل السبب الرئيسي في الحروب المستمرة منذ عقود، بحسب العديد من الخبراء. وأشار الباز، في حديث إلى وكالة «رويترز»، إلى «أن الصور كشفت عن بحيرة ضخمة، مساحتها 30750 كيلومتراً مربعاً، في حجم ولاية ماساتشوستس» ونحو ثلاثة أضعاف مساحة لبنان.
وحصلت دراسة الباز، التي يطلق عليها اسم «ألف بئر في دارفور»، على تأييد الحكومة المصرية، التي تعهّدت بدء إنشاء 20 بئراً في الاقليم.
وأجرى الباز، الذي عمل في برنامج «أبولو» التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) مشرفاً على التخطيط العلمي لرحلات القمر، بحثاً مماثلاً في مصر أدّى إلى حفر 500 بئر في منطقة قاحلة في وطنه الأصلي.
في هذا الوقت، قُتل أكثر من 50 شخصاً وأصيب 20 آخرون أمس في أسوأ فيضانات تجتاح السودان، حيث تضرّر أيضاً أكثر من 18 ألف منزل. وقال مدير ادارة الدفاع المدني حمد الله آدم علي «إن مياه الفيضان أغرقت طرقاً رئيسية، وإن طائرات هليكوبتر تابعة للشرطة وطائرات حكومية تنقل مساعدات إغاثة عاجلة إلى المناطق المتضرّرة في شرق وجنوب شرق السودان وحول العاصمة الخرطوم».
من جهة آخرى، قال النائب الأول للرئيس السوداني سلفا كير إن الاتفاقات الموقَّعة مع الصين حول النفط المستخرج جنوب البلاد، لن تتأثر بنتيجة الاستفتاء على تقرير المصير في جنوب البلاد. وقال كير، الذي يزور بكين حالياً، إنه أبلغ القيادة الصينية أن عقود النفط المبرمة حالياً مع السودان لن تتأثر في حال اختار مواطنو الجنوب الانفصال عند الاستفتاء على تقرير المصير. إلى ذلك، أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش أمس أنه فكّر ثمّ عدل عن فكرة إرسال جنوده إلى اقليم دارفور. وقال، إثر زيارته القصيرة الى ولاية تينيسي أمس، «لقد اتخذت قرار عدم ارسال جنود أميركيين الى دارفور بعدما استشرت حلفاءنا، وأعضاءً في الكونغرس ومنظمات مدنية». وبرّر قراره بأنه «ارتأى أنّ ذلك ليس بالعمل المطلوب القيام به».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)