واشنطن ــ محمد سعيد
بدأت الولايات المتحدة اعتماد استراتيجية جديدة لقلب النظام السوري، تعتمد على جماعة «الإخوان المسلمين» المحظورة في سوريا والمنضوية في إطار «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتضمّ، إلى جانب شخصيات وأحزاب، ليبراليين ديموقراطيين وأكراداً وماركسيين، والنائب السابق لرئيس الجمهورية، عبد الحليم خدّام.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، ونقلاً عن «مسؤول كبير» في وزارة الخارجية الأميركية لم تفصح عن هويته، فقد كثّفت الإدارة الأميركية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لقاءاتها مع «الإخوان» في الأردن ومصر والعراق، من ضمن استراتيجية جديدة لتغيير نظام الأسد الذي وصفه بـ«الديكتاتوري».
وسبق لنائب مساعد وزيرة الخارجية سكوت كاربنتر أن قال إن واشنطن «تحاوركل أطراف المعارضة السورية بغية تكوين فهم أفضل لما يحدث في سوريا»، نافياً أن تكون «الخلاص» تحظى بأي معاملة خاصة، إلا أنه قال إنها «أكبر التنظيمات السورية المعارضة التي تسعى إلى الترويج لتغيير ديموقراطي في سوريا»، وكاشفاً عن أنها بدأت «تتلقى آذاناً صاغية داخل الحكومة الأميركية».
وشدّدت الصحيفة على أن هذه العلاقة «غير العادية» بين واشنطن من جهة، و«الإخوان المسلمين» من جهة ثانية، تأتي ضمن الخطوات التي لحظتها الاستراتيجية السياسية والإعلامية الجديدة لإسقاط النظام السوري، «الذي نجا من كل المحاولات الأميركية التي استهدفته خلال السنوات الأخيرة». وذكّرت بأن البيت الأبيض، الذي يعدُّ سوريا وحلفاءها، إيران و«حماس» و«حزب الله»، تهديداً أساسياً للاستقرار في المنطقة، يحاول استكشاف إيجابيات التحالف مع الإخوان المسلمين، ولاسيّما أن هذا التنظيم الاسلامي «تخلّى عن الكفاح المسلّح لمصلحة الإصلاحات الديموقراطية». وترى واشنطن «أن هذه المجموعة السنية يمكن أن تؤمّن التوازن في مقابل النفوذ الشيعي المتزايد في المنطقة”.
ولم ينفِ المتحدث باسم السفارة السورية في واشنطن أحمد سلكيني، هذه التسريبات الصحافية، غير أنه وصف «جبهة الخلاص» بالتجمّع «غير القوي»، مؤكّداً أن حكومته على علم بنشاطاتها ولقاءاتها مع المسؤولين في إدارة بوش.