تسارعت تطورات الملف النووي الإيراني أمس مع انتهاء اول عملية تفتيش تنفّذ منذ نيسان الماضي، فيما رأت مصادر أوروبية وأميركية أن العقوبات الدولية التي فرضها مجلس الأمن على النظام الإسلامي قد بدأت تؤتي ثمارها من خلال «ترنح» بنك سبه.وزارت مجموعة من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس موقع بناء مفاعل اراك في وسط البلاد، احد المواقع النووية الاكثر حساسية في ايران، «على مدى خمس ساعات».
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية «ارنا» إن «عملية التفتيش جرت طبقاً للاتفاق الموقّع بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وتندرج في اطار خطة العمل الإجرائية الرامية الى تسوية المسائل العالقة حول البرنامج النووي الايراني».
وبحسب خبراء، فإن مفاعل اراك المقرر إنجازه عام 2009 والبالغة قوته 40 ميغاوات، يمكنه إنتاج حتى 12.5 كيلوغراماً من البلوتونيوم سنوياً، أي ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين إلى ثلاث.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني، إن فريقاً آخر من خبراء الوكالة سيتوجه إلى إيران في السادس من آب لمناقشة زيارة مقبلة لمصنع تخصيب اليورانيوم في ناتنز
(جنوب).
وقال حسيني، في مؤتمره الصحافي الاسبوعي امس، إن «النظرة المنطقية والواقعية لدى أعضاء مجموعة الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بالإضافة إلى المانيا، في الوقت الحاضر قد تعززت، وهو ما كانت تؤكد عليه إيران دائماً».
وسيعقد لقاء آخر بين السلطات الايرانية ومسؤولين في وكالة الطاقة في 20 آب في طهران.
في هذا الوقت، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد إنه «في موضوع ايران النووي اتضح مَن الذي يقول الصدق ومن الذي يكذب، ومن الذي يدعو إلى الحق ومن الذي يظلم».
وأضاف «في الملف النووي لم يمدّ البعض يد العون فحسب بل تعاون مع الاعداء أيضاً في الوقت الذي وقفت فيه بعض الشعوب والحكومات غير الاسلامية الى جانب
ايران».
وتابع «إن بعض الدول المجاورة أيضاً أبلغتنا خشيتها من وقوع الحرب وتوسعها نحوهم».
من جهة أخرى، ووسط الجدل الدائر بين واشنطن وطهران حول جدوى العقوبات الدولية المفروضة على ايران بسبب أنشطتها النووية الحساسة، رأى دبلوماسيون غربيون أن هذه العقوبات نالت بقوة من أنشطة بنك «سبه» الإيراني في أوروبا رغم تأكيد طهران أنها لم تترك أثراً كبيراً.
وقال مسؤولون أوروبيون وأميركيون إن بنك «سبه»، الذي وصفه مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخزانة الأميركية بأنه «المحور المالي لشبكة مشتريات الصواريخ الإيرانية»، يجاهد للصمود في وجه العقوبات الدولية.
وأوضح دبلوماسي في برلين، لوكالة «رويترز»، أن «عقوبات الأمم المتحدة أضرّت البنك بشدة في أوروبا»، مشيراً إلى معلومات مالية جمعتها بلاده. وقدّر إجمالي التزامات بنك «سبه» بأكثر من أربعة مليارات
دولار.
لكن مسؤولاً في «بنك سبه الدولي»، وهو وحدة مملوكة كلياً لبنك «سبه» في لندن، أبلغ «رويترز» أن «الأوضاع ليست سهلة منذ فرض العقوبات الدولية على البنك». لكنه رفض فكرة أن البنك «يترنح».
بدوره، نفى حسيني أن يكون البنك على وشك الإفلاس.
إلى ذلك، قام المتخصصون والمهندسون الايرانيون بصناعة أول رافعة بحرية مقاومة للانفجارات خاصة بمنصات استخراج الغاز، ذات سرعة وقدرة فائقتين على نقل الحمولة والافراد في حالات الطوارئ في الارصفة البحرية، حسبما أفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء.
(ا ف ب، مهر، رويترز، يو بي آي)