تصاعدت المناقشات في ألمانيا أمس حول سبل منع وقوع المزيد من أعمال العنف خلال قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى في منتجع هايليغندام، في الفترة بين السادس من الشهر الجاري والثامن منه، وذلك في أعقاب وقوع أعمال شغب بين المتظاهرين والشرطة وصلت الى ذروتها السبت الماضي في مدينة روستوك، مخلّفةً أكثر من ألف جريح.وتجدّدت أمس المواجهات بين الشرطة وشبان ملثّمين، جرى اعتقال أربعة منهم بتهمة انتهاكهم القانون الألماني الذي يمنع المتظاهرين من تغطية وجوههم.
ووقعت الصدامات الجديدة على هامش تظاهرة سلمية احتجاجاً على سياسة الهجرة التي تنتهجها الدول الأغنى في العالم، وذلك عندما بدأ المتظاهرون بإلقاء الزجاجات على أفرد الشرطة، التي قالت إن مواجهات وقعت بين 400 متظاهر ومئات عناصر الشرطة، أصيب خلالها مصور صحافي بجروح طفيفة.
وتجمّع نحو 4 آلاف متظاهر، أمام مبنى رعاية اللاجئين. ووفقاً لمصادر الشرطة، فإن نحو 2500 من المتظاهرين ينتمون إلى حلقة «التطرف اليساري».
وقال المتحدث باسم الشرطة ليدر بيرينس إن «بعض المحتجّين بدأوا بإلقاء الزجاجات على الشرطة».
وكانت السلطات قد أعلنت عن إصابة أكثر من 400 شرطي، 30 منهم نقلوا الى المستشفيات لإصابتهم بكسور في العظم وتمزّقات.
ومن جهته، قال وزير الداخلية، فولفغانغ شويبله، للقناة الأولى بالتليفزيون الألماني (إيه.أر.دي)، «يجب أن تكون طريقة التعامل في هايليغندام أكثر حذراً».
ودان شويبله مثيري أعمال العنف والشغب خلال التظاهرات وأكد ضرورة التعامل معهم بكل قسوة ممكنة.
في غضون ذلك، حذّر رئيس نقابة الشرطة كونراد فرايبرغ من وقوع المزيد من أعمال الشغب من جانب مناهضي العولمة. وقال، في تصريحات لصحيفة «بيلد» نشرته أمس، «أتوقع الأسوأ، هذه حلقة من العنف».
الى ذلك، ذكرت مصادر وزارة الداخلية الألمانية أن نحو 20 في المئة ممن ألقي القبض عليهم عقب أعمال الشغب التي وقعت في روستوك مطلع الأسبوع الجاري هم من الأجانب.
وكانت الشرطة قد ألقت القبض السبت على 128 شخصاً من بينهم 16 أجنبياً من 12 دولة.
ورفضت الداخلية الألمانية الانتقادات التي وجّهت إليها عقب أحداث روستوك بشأن عدم كفاءة عمليات التفتيش الحدودية. وتحسباً لأي مواجهات محتملة بين أنصار الحركات اليسارية والمناهضة للعولمة، نشرت السلطات الألمانية، نحو 16 الف شرطي وأُقيم سياج معدني ضخم بلغت كلفته 12.5 مليون يورو لضمان أمن منطقة اجتماع القادة.
(د ب أ، اب، ا ف ب)