strong>24 قتيــلاً جديــداً و«إعــدام» سميــح المدهــون... والمعــارك حــول مقــرّ عبــاس
ما كان ينقص المواجهات في قطاع غزة خلال الأيام الماضية أعلنته «حماس» أمس: «النصر» في «التحرير الثاني»، بعدما شهد اليوم السادس من الاقتتال رفع أعلام الحركة على غالبية المقارّ الأمنية، ومقتل 25 فلسطينياً، بينهم القيادي في «فتح» سميح المدهون، الذي أعلنت «حماس» «إعدامه».
واستولى مقاتلو الحركة أمس على واحد من آخر معاقل القوات الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس. ورفرفت الأعلام الخضراء لـ«حماس» فوق سطح مقر جهاز الأمن الوقائي في مدينة غزة.
ورفع أحد المسلحين راية «حماس» الخضراء على أعلى الموقع وسجد المسلحون على الأرض في ما اعتبروه «شكراً لله» على سقوط هذا الموقع الكبير، فيما رفع آخر آذان العصر عن سطح الموقع.
وقام مقاتل ملثم من «حماس» بركل باب مكتب القيادي الفتحاوي محمد دحلان. ووقف المسلّح، الذي أطلق الرصاص على جهاز كمبيوتر موضوع على مكتب دحلان، أسفل صور معلقة على الحائط لعباس والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لالتقاط الصور التذكارية.
وأعلن القيادي في «حماس»، سامي أبو زهري، أن ما حدث في مقر جهاز الأمن الوقائي كان «تحريراً ثانياً» لقطاع غزة، بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2005. وقال إن القطاع تحرّر هذه المرة من «قطعان العملاء».
بدورها، أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، في بيان لها، «إعدام العميل المجرم سميح المدهون بيد القسّام وهو أحد قادة التيار اللحدي في غزة، الذي ارتكب العديد من الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني». وقال مصدر في «حماس»، لوكالة «رويترز»، إن المدهون أُعدم بإطلاق ست رصاصات على صدره.
وأورد موقع حركة «حماس» خبراً أشار فيه إلى «أنباء تتحدث عن مقتل سميح المدهون، أحد أبرز قادة التيار الانقلابي العميل في حركة فتح، قبل قليل على يد كتائب القسام في مدينة غزة، وهو المسؤول المباشر عن إعدام عشرات المواطنين والملتحين باعترافه وحرق منازل في غزة».
وقال مسؤولون طبيون في مستشفيات غزّة إن 25 فلسطينياً على الأقل لقوا حتفهم أمس في القتال، بينهم 18 من رجال «فتح» عثر على جثثهم في مبنى الأمن الوقائي. وشوهد آخرون يقتادهم مقاتلو «حماس» وهم عراة الصدر.
وقال المدير العام للإسعاف والطوارئ، معاوية حسنيين، إن «عدد القتلى في الاشتباكات التي وقعت في مقر الأمن الوقائي في غزة بلغ 24 والجرحى قرابة مئة». أضاف «من بين القتلى، 21 في غزة واثنان في خان يونس وبني سهيلة جنوب القطاع والأخير من بيت لاهيا شمال قطاع غزة».
وواصلت «حماس» قصف مقر عباس الرئاسي في مدينة غزة وأحد معاقل «فتح» بقذائف الهاون من دون أن تتمكن من السيطرة عليهما. وقالت إنها انتزعت السيطرة على معاقل أخرى لـ«فتح» في أنحاء غزة، بينها مكتب للأمن في بلدة رفح الجنوبية الواقعة على الحدود مع مصر.
وفجّر مسلّحون تابعون لحركة «حماس» محطة إرسال لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية التابعة لحركة «فتح» في غزة، ما أدّى إلى وقف بثها في القطاع. وتوقّفت أيضاً إذاعتا «صوت الشباب» و«صوت الحرية» القريبتان من «فتح» عن البث.
وأصدرت وزارة الإعلام الفلسطينية قراراً بإيقاف فضائية «الأقصى»، التابعة لحركة «حماس» عن العمل. وأوضح بيان للوزارة أن هذا القرار صدر «لعدم حصولها (الأقصى) على ترخيص قانوني، وخرقها نصوص القوانين والأنظمة المرعية في (الأراضي) الفلسطينية، وبسبب قيامها بالتحريض على الفتنة والقتل، والتعرض بالإساءة لكرامة الأفراد والإضرار بسمعتهم ونشرها ثقافة العنف والتعصب والبغضاء».
إلى ذلك، نفت حركة «حماس» أن يكون النفق الذي كان يحفره عناصرها، وبث تلفزيون فلسطين الرسمي لقطات له مساء أول من أمس، يستهدف منزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة غزة. وقالت إن ما نشره التلفزيون «هو صور لمجاهدين أثناء حفر نفق يستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي». وهدّدت «بالتعامل مع ناشري الصور كعملاء للعدو».
(أ ب، أ ف ب، روتيرز،
يو بي آي، د ب أ)