رفع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من حدّة المعركة «الخطابيّة» الدائرة مع معارضيه العراقيّين أمس، مهدّداً بأنّه قد يضطرّ للكشف عن أوراق «عمليّة التآمر» التي يخطّون معالمها مع «مخابرات تابعة لجهات إقليميّة ودوليّة»
جدّد نوري المالكي، خلال ترؤسه المؤتمر الأوّل للمحافظين ومديري الشرطة في بغداد أمس، رفضه لأيّ جداول زمنيّة «منأيّ جهة كانت» لتقويم سير العملية الأمنية والسياسية في بلاده. ونقل بيان حكومي عنه نبذَهُ لـ «الظاهرة المكتبية» المنتشرة في أوساط السياسيّين، ودعاهم إلى «الخروج من الغرف المكيفة والاستماع إلى شكاوى المواطنين».
وكان المالكي قد اتّهم، في لقاء مع عدد من رؤساء تحرير الصحف العراقية نشرت وقائعه أمس، أطرافاً سياسية عراقية بالعمل مع «مخابرات دول إقليمية ودولية» من اجل إسقاطه، في إشارة إلى المعارضة السياسيّة التي ينسّق اتصالاتها الخارجيّة زعيم «القائمة العراقيّة» ورئيس الوزراء السابق إيّاد علّاوي، بالتعاون مع زعيم «الحزب الإسلامي العراقي» ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي.
وقال المالكي إنّ «الذين يتآمرون على العراق هم تحت الضوء (مكشوفون) وأنا أردت أن أدقّ ناقوس الخطر وجرس الإنذار بوجه المتآمرين»، موضحاً أنّ ارتباطات هذه القوى وممارساتها «تجاوزت الحديث السياسي إلى الممارسات الفعلية الميدانية من قتل وتخريب». وكشف عن إجراءات قال إنّ حكومته اتخذتها ابتداء من السبت الماضي وأسفرت عن اعتقال بعض الذين يعملون لمصلحة هذه القوى السياسية.
في هذا الوقت، اجتمعت وزيرة الخارجيّة الأميركيّة كوندوليزا رايس مع نظيرها العراقي هوشيار زيباري في نيويورك، في لقاء يبدو أنّه يصبو إلى متابعة الضغط على حكومة المالكي بشأن تطبيق معايير واشنطن المتعلّقة بالمصالحة الوطنيّة وعلى رأسها قانون النفط.
وقال المتحدّث باسم البيت الأبيض طوني سنو إنّ الرئيس جورج بوش عقد مؤتمراً عبر الأقمار الصناعيّة مع المالكي ومجلس الرئاسة العراقيّة الذي يضمّ الرئيس جلال الطالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي، وترك لديه «انطباعاً جيّداً» بشأن سعي القادة العراقيّين «الجاد» في مسيرة الإصلاحات الدستوريّة.
أمّا على صعيد المحادثات الأميركيّة ــــ الإيرانيّة في إطار «قناة بغداد» عن العراق، فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس، أنّ طهران ستردّ على طلب بغداد بإجراء جولة ثانية منها «خلال أسبوع أو أسبوعين»، بعد المباحثات الأوّليّة التي أُجريت الشهر الماضي.
وأوضح متّكي أنّ «دراسة فحوى المباحثات بين الجانبين كشفت للإيرانيين أموراً مثيرة للاهتمام»، أهمّها أنّ «وضع الأميركيين في العراق صعب للغاية، وليس لديهم أيّ خطط واضحة للخروج من هذا المأزق».
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية عن رئيس «المجلس الإسلامي الأعلى في العراق» السيّد عبد العزيز الحكيم، الذي يتلقى علاجاً من سرطان الرئة في إيران، قوله «في الوقت الراهن أصبحت مسألة الحوار بين إيران والولايات المتحدة مطلباً وطنياً عراقياً، وكلّ الأحزاب السياسية والحكومة العراقية توليها اهتماماً كبيراً».
ميدانيّاً، شهدت مدينة العمارة، كبرى مدن محافظة بيسان على الحدود الإيرانيّة في جنوب شرق العراق وضاحيتها «المجر الكبير» أمس، مواجهات بين قوّات بريطانيّة «مدعومة بقوّات عراقيّة» ومسلّحين، وُصفت بالدامية، قُتل خلالها 36 شخصاً، قبل اندلاع اشتباكات في الناصرية (385 كلم جنوبي بغداد)، حيث ذكرت مصادر في الشرطة أنّ المواجهات دارت بين عناصر من «جيش المهدي»، الجناح العسكري لـ «التيّار الصدري» وقوّات عراقية، وهو ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص بينهم 5 عناصر من الشرطة.
كذلك قتل جندي أميركي في انفجار عبوة ناسفة في جنوب بغداد، الأمر الذي يرفع حصيلة قتلى الاحتلال الأميركي خلال الشهر الجاري إلى 42 جنديّاً. وأدّت مواجهات وتفجيرات مختلفة إلى مقتل نحو 23 عراقيّاً، فيما أعلنت الشرطة عن العثور على 8 جثث في أنحاء متفرّقة.
وفي لندن، دافع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير عن قراره غزو العراق، معلناً أنّه يتحمّل مسؤولية الأوضاع التي يشهدها هذا البلد حالياً، وذلك بعد تقارير تحدّثت عن «عدم ثقته الكاملة» بمخطّطات واشنطن لمرحلة ما بعد الغزو في عام 2003.
(أ ب، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، د ب أ، الأخبار)