القاهرة ــ خالد محمود رمضان
رفض دعوة لزيارة إسرائيل... خشية «تدهور سمعته السياسية»


بالتزامن مع تلقيه دعوة جديدة لزيارة إسرائيل، طالب الرئيس المصري حسني مبارك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بأن ينسى فكرة اللقاء مع الملك السعودي عبد الله، وواصل نهج «التهدئة» مع «حماس»، داعياً الدولة العبرية إلى عدم تعميق الخلاف الفلسطيني.
وقالت مصادر مصرية إن مبارك تلقى مجدداً دعوة رسمية لزيارة إسرائيل خلال محادثاته الثنائية مع أولمرت على هامش القمة الرباعية، التي عقدت في منتجع شرم الشيخ الأسبوع الماضي.
ونفت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، تفكير مبارك في تلبية هذه الدعوة في القريب العاجل، مشيرة إلى أن الزيارة مرهونة بتحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط.
وتعتقد مصادر غربية أن مبارك يخشى تدهور سمعته السياسية لدى الشارع المصري إذا ما قام بزيارة إسرائيل، فيما قال مسؤول مصري، لـ«الأخبار»، إنه لا يعتقد أن مبارك سيقدم على ختام مشواره السياسي الطويل بزيارة مثيرة للجدل للدولة العبرية.
وكان مبارك قد طالب، خلال مقابلة من التلفزيون الإسرائيلي أمس، أولمرت بأن ينسى إمكان إجراء محادثات مع الملك السعودي عبد الله. وقال: «انسوا موضوع اللقاء مع الملك. المملكة العربية السعودية لها ظروف تختلف عن أي دولة أخرى. فيها الأراضى المقدسة وفيها رجال الدين».
أما في موضوع «حماس» فقال مبارك: «لا أعتقد أنه كانت لديها النية للاستيلاء على قطاع غزة، لكن الأمور أفلتت منها. قد أكون مخطئاً، لكن تقديري أنهم اتخذوا بعض الإجراءات التي أدت إلى انفلات الموضوع الأمني. فوصلت إلى الحد الذي وصلنا إليه».
ورداً على سؤال عما إذا كان يؤيد الرأي القائل بأن انقلاب «حماس» على الشرعية لم يكتب له النجاح من دون مساندات وتأييد عوامل خارجية فى مقدمتها إيران، قال مبارك إنه «لا يريد اتهام أحد وإنه ليس لديه دليل حقيقي على اتهام إيران أو سوريا أو غيرهما».
وانتقد مبارك القول إن مصر كان بإمكانها أن تعمل أكثر لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة وتدمير الأنفاق على حدودهما المشتركة، فقال: «ليس من مصلحتنا أن نسمح بالتهريب. نحن نبذل أقصى مجهود. دمرنا أنفاقاً كثيرة جداً». وتساءل: «هل كانت إسرائيل تستطيع السيطرة على الحدود قبل أن تكون غزة مع الفلسطينيين؟».
وعما إذا كان للرئيس الفلسطيني محمود عباس القدرة على قيادة الشعب الفلسطيني إلى محادثات ثنائية مع إسرائيل، قال مبارك: «لا يجب أن نعلق مفاوضات السلام وعملية السلام على الوضع الحالي في غزة. الوضع لا بد أنه سينتهي. فترة هدوء وفترة تعقل. ستعود الأمور إلى طبيعتها». وطالب بعدم العمل على تعميق الخلاف الفلسطيني أكثر من ذلك، «لأنه ليس من مصلحة (في ذلك) حتى لا تكون النهاية كارثة على إسرائيل وعلى الدول المحيطة».
ورداً على سؤال عما يردده البعض من أن ما حدث فى غزة يمكن أن يكرره حزب الله في لبنان، قال مبارك: «إن المحللين الذين يقولون ذلك بعيدون عن الواقع. بعيدون عن أرض المعركة. تقديرك وتحليلك لا يمكن أبداً أن يتماشى مع الواقع».
وعما إذا كان يشجع على الدخول في مفاوضات مع سوريا، قال مبارك: «ما دام هناك نية للجلوس إلى مائدة المفاوضات، أنا أشجعها والحكومة الإسرائيلية تفهم جيداً نيات سوريا. جرت في السابق مفاوضات في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وتوقفت عند حد معين. وأعتقد أنها لو انتهت لما كانت هناك مشاكل في الجولان أو في لبنان». وتساءل: «إذا كانت سوريا نفسها تؤكد استعدادها للتفاهم، فلماذا لا تُعطى الفرصة؟».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة أردنية أمس أن وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب ونظيره المصري أحمد أبو الغيط سيقومان بزيارة إلى إسرائيل في تموز المقبل للترويج لمبادرة
السلام العربية وبحث عدد من القضايا وأبرزها تحديد أفق سياسي لإعادة إطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.