غزة ــ الأخبار
قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الأخبار» أمس، إن القاهرة غيّرت تعاملها مع «حماس» بعد سيطرتها على الوثائق التي نقلتها الحركة إليها وتكشف في مجملها عن علاقة تيار القيادي «الفتحاوي» محمد دحلان بإسرائيل وإضرار هذا التيار بالأمن القومي المصري.
وأشارت المصادر المقرّبة من «حماس»، التي فضلت عدم ذكر اسمها، إلى أن من الوثائق التي وصلت إلى الاستخبارات المصرية شريطاً مصوراً يظهر عناصر أمنية مقربة من دحلان يتباحثون في كيفية وضع كاميرات حساسة قرب الحدود المصرية مع قطاع غزة لكشف تحركات الجنود المصريين المرابطين هناك بناء على رغبة إسرائيلية، ذلك أن الكاميرات كان يفترض أن ترتبط بغرفة التحكم الإسرائيلية في معبر كرم أبو سالم شرقي معبر رفح الحدودي.
كما سلّمت «حماس» المصريين شريطاً صوتياً استولت عليه من مقر الأمن الوقائي في غزة لأحد مساعدي دحلان يتحدث فيه مع الإسرائيليين عن تحركات مريبة للجنود المصريين قرب الحدود، وخصوصاً في المنطقة الشرقية القريبة من خط التماس المصري مع إسرائيل.
ومن الوثائق أيضاً، خريطة عليها توقيع مدير الأمن الداخلي الفلسطيني السابق العميد رشيد أبو شباك تُظهر إحداثيات مكتب الوفد الأمني المصري، الذي كان يرابط في قطاع غزة. وهناك وثيقة أخرى موقَّعة من أبو شباك عن آلية عمل كاميرات المراقبة التي تحيط بالمقر الأمني المصري، وزيارات الفصائل للوفد، التي لا تتعلق بالعمل الرسمي. وأشارت المصادر إلى أن مصر عبّرت عن خشيتها من زيادة التطرف في عناصر «حماس» وانتقالهم إلى تنظيم «القاعدة»، وأن مسؤولاً أمنياً مصرياً أبلغ قيادته أن تجاهل «حماس» سيؤدي إلى تطرّف جناحها المسلح «كتائب عز الدين القسام».
وقالت المصادر إن المسؤول المصري حذّر قيادته من أن «ترك حماس محاصرة في قطاع غزة سيؤدي إلى نتائج عكسية وسلبية على المجتمع المصري، وسيعني أن الشباب المتعاطف مع «حماس» في مصر سيحاول الوصول إلى غزة أو بث الشائعات في صفوف المصريين، ما سيؤدي إلى تعميق الأزمة وانتقالها إلى أوساط مصرية»، مشدّداً على أن القاهرة، رغم أنها لم توافق على الحسم العسكري الذي قامت به «حماس» في غزة، معنية بأن تقوم بتقريب وجهات النظر بين مؤسسة الرئاسة و«حماس».