أضاف حلف شمال الأطلسي عنصراًَ متفجّراً جديداً إلى العلاقة المتوترة مع روسيا؛ فبعد مشكلة نظام الدرع الصاروخية، الذي تنوي الولايات المتحدة نشره في الدول الأوروبية المحاذية للحدود الروسية، ومسـألة توسيع الحلف، دخل «الأطلسي» طرفاً لمصلحة استونيا في أزمتها مع موسكو، التي فجّرها الرئيس الاستوني توماس هندريك ايلفس في 27 نيسان الماضي عندما قرّر نقل تمثال «المحارب السوفياتي المحرِّر» من وسط تالين الى مقابر الشهداء في أطراف المدينة.وأعلن الأمين العام لحلف الأطلسي، ياب دي هوب شيفر، دعمه لاستونيا في نزاعها مع روسيا. وعبّر، خلال اتصال هاتفي بايلفس، عن دعم الحلف لاستونيا وقلقه ازاء سلوك روسيا في هذه القضية، معتبراً ان «نقل قبر أو نصب يعود إلى الحرب العالمية الثانية، شأن داخلي لاستونيا».
وفي اشارة منه إلى الاعتصام المتواصل أمام السفارة الاستونية في موسكو، قال شيفر ان على روسيا رفع الحصار المفروض على السفارة فوراً، ووقف انتهاك معاهدة فيينا وتوفير الامن للدبلوماسيين الاستونيين.
في هذا الوقت، طالبت روسيا أمس الرئاسة الألمانية للاتحاد الاوروبي بتوجيه النقد الواضح لتالين عقب الأحداث الأخيرة في استونيا. وأعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اتصال هاتفي بنظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير، عن عدم تفهمه «غياب ردود فعل مناسبة من جانب الاتحاد الاوروبي على أفعال تالين التي تتعارض مع القيم والثقافة الاوروبية».
وشدّد لافروف لشتاينماير على عدم وجود خطورة على الدبلوماسين الاستونيين في موسكو، كما وصف الأعمال التي قامت بها بعض المنظمات الشبابية الروسية الموالية للكرملين، بأنها «رد فعل طبييعي على الاحداث الأخيرة في تالين».
وفي خطوة يُؤمل منها أن تخفّف من حدّة الازمة، غادرت سفيرة استونيا في روسيا امس موسكو لقضاء اجازة لمدة اسبوعين، ما دفع حركة «ناشي» الشبابية المؤيدة للكرملين الى إنهاء احتجاجاتها عند سفارة استونيا في موسكو التي استمرت اسبوعاً واتسمت بالعنف وأدت إلى قتيل وعشرات الجرحى.
وتعقيباً على التطوّر الدبلوماسي، أعلنت وزارة خارجية استونيا أن مغادرة السفيرة مارينا كالجوراند كانت مقررة في نهاية نيسان، لكنها تأجلت بسبب ما حدث في موسكو. وأضافت الوزارة، في بيان، «ليس هناك سبب سياسي أو صحي لاجازتها».
وقال فرانك بيرسيدسكي، الملحق الصحافي في السفارة، إن كالجوراند استقلّت سيارة إلى مطار في موسكو لتركب الطائرة إلى ستوكهولم، مشيراً الى ان أفراداً من حركة «ناشي» تعقبوا السفيرة لكن لم تقع أعمال عنف.
(د ب أ، أ ف ب، رويترز)