strong>«طهران مستعدّة للحوار مع واشنطن». هكذا تبدو الصورة اليوم بعد المحاولة الخائبة لوزيرة الخارجيّة الأميركيّة كوندوليزا رايس، التي بدت كأنها «تطارد» نظيرها الإيراني منوشهر متّكي لـ«محاورته» على هامش مؤتمر شرم الشيخ. وبينما يزداد وضع الجيش الأميركي في الميدان تعقيداً، يبرّر البيت الأبيض على قاعدة «حتميّة المضي بخطّة بغداد الأمنيّة»
بعد المجاملات العابرة التي تبادلاها على هامش مؤتمر شرم الشيخ الخميس الماضي، أعرب وزير الخارجيّة الإيراني منوشهر متّكي أوّل من أمس عن استعداده للاجتماع مع نظيرته الأميركيّة كوندوليزا رايس «لتعزيز الاستقرار في العراق» بشرط التحضير له «بعناية»، فيما تستمرّ الخسائر التي يتكبّدها الجيش الأميركيّ بالارتفاع، والجدل في تمويله في واشنطن بالاحتدام.
وقال متّكي، في لقاء مع قناة «العربيّة» الفضائيّة أوّل من أمس: «لا نريد التفاوض (مع الجانب الأميركي) من أجل التفاوض» لأنّ «المحادثات بين وزيري خارجية تتطلب إعداداً»، مشيراً إلى أنّه يجب على أيّ اجتماع «ألا يكون شكلياً، وينبغي أن يكون العمل مبنياً على آراء الخبراء وأن تدرس جميع الجوانب وأن يكون هناك برنامج واضح».
واشترط متّكي على الولايات المتحدة إظهار «عزمها على أن يكون لديها رؤية واضحة بشأن الوضع في العراق»، و«سنكون عندئذ قادرين على التعاون مع الحكومة العراقية وجميع الأطراف التي تود المساعدة».
أمّا على صعيد الجدل القائم في واشنطن في كيفيّة تمويل القوّات الأميركيّة في العراق بعد «الفيتو» الذي استخدمه الرئيس ضدّ مشروع القانون الذي ربط أيّ تمويل بـ«تحديد جدول زمني للانسحاب»، طلب جورج بوش في خطابه الإذاعي الأسبوعي السبت الماضي، من الكونغرس إقرار قانون جديد، محذراً من تصاعد أعمال العنف ما لم تؤمَّن الأموال بسرعة.
وأعقب تصريح بوش تصاعد حدّة الخطاب الديموقراطي في المسألة أوّل من أمس، حيث أعرب نوّاب ومرشّحو الحزب للانتخابات عن نياتهم «زلزلة البيت الأبيض» لدفع الرئيس نحو سحب القوات، متناولين، في برامج سياسية تلفزيونية، فكرة أنه لا يتعيّن على واشنطن أن تكون حكماً في الحرب الأهلية في بلاد الرافدين.
وقال النائب الديموقراطي عن نيويورك تشارلز رانجيل إنّ «هذه معركة (ضرورة ربط تمويل القوّات بجدول زمني للانسحاب) الشعب الأميركي، وهم طلبوا منّا أن نبعث برسالة للرئيس». وأضاف: «يتعيّن أن نزلزل ذلك البيت الأبيض حتى يسمع صوت الولايات المتحدة»، فيما رأى السناتور الديموقراطي السابق والمرشح الرئاسي جون إدواردز أنّ على الديموقراطيين عدم التفاوض على مشروع قرار التمويل مع بوش، الذي أشارت الأرقام الأخيرة التي نشرتها مجلّة «نيوزويك» الأميركيّة السبت الماضي عن تراجع شعبيّته إلى 28 في المئة.
وفي محاولة لتبرير دمويّة الأيّام الأربعة الماضية، التي شهدت مصرع 12 جنديّاً أميركيّاً، قال المتحدّث باسم البيت الأبيض طوني سنو إنّ الوفيات حتميّة لأنّ «القوات وصلت الآن إلى نقطة في خطة أمن بغداد، حيث سيكون هناك اشتباك فعلي في أحياء أشدّ صعوبة، ومن المرجح أن تشهدوا مستويات متصاعدة من الخسائر».
وكان الجيش الأميركي قد أعلن أمس مقتل أحد جنوده بنيران في هجوم في غرب بغداد، بعدما اعترف أوّل من أمس، بمقتل 8 من جنوده، بينهم 6 لقوا حتفهم مع صحافي روسي في انفجار قنبلة في ديالى في شمالي بغداد، وبمقتل جنديين في الأنبار السبت الماضي وآخر في بغداد الجمعة الماضي.
وشهد أمس أيضاً مقتل 25 عراقياً في تفجيرين انتحاريّين منفصلين في ضواحي الرمادي، بعد أن كان قضى 69 شخصاً أمس وأوّل من أمس، في تفجيرات متفرّقة، وعُثر على 43 جثّة، بينها جثّة رئيس المجلس المحلي لمنطقة الوجيهية في مدينة المقدادية نهاد علي أحمد.
كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنّ جندياً بريطانياً توفي أول من أمس، متأثراً بجروح أصيب بها في هجوم في البصرة الأسبوع الماضي.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز، عراق برس)