يحيى دبوق
كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس عن وثيقة لرئيس «الشاباك»، يوفال ديسكين، تفيد بأنه يحق لهذا الجهاز القيام بعمليات تنصت سري يمس بالحياة الخاصة في الحالات التي يكون فيها هناك «نشاط تآمري مناهض للطابع اليهودي للدولة، حتى لو لم يكن في هذا النشاط أي أمور خارجة على القانون».
وكان ديسكين قد وجه أول من أمس، بحسب «هآرتس»، رسالة إلى المستشار القضائي للحكومة ميني مزوز، بعدما صاغها بالتنسيق معه. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن وزارة القضاء تتعامل مع هذه الوثيقة على أنها «وثيقة تأسيسية» تُبين مدى اتساع صلاحيات «الشاباك «وحالة التوازن» بين «نشاطاته المُتعدّية والقيم الديموقراطية كحرية التعبير، والحرية السياسية والحياة الخاصة».
وذكر ديسكين أيضاً، في رسالته، أن «الشاباك جهاز له دور حيوي في واقع الحياة في إسرائيل لهذا أُعطي إمكانات وصلاحيات واسعة المدى».
وأشار ديسكين، في الوثيقة، إلى أنه تم «تخويل الشاباك إعطاء أولوية للمصالح الرسمية الحيوية للأمن القومي للدولة، ولقيمها الأساسية كاليهودية والديموقراطية». ولفت إلى أنه، انطلاقاً من هذه الفقرة، تنبع مهمة الشاباك من «الحفاظ على أمن الدولة وعلى النظام الديموقراطي ومؤسساته في مواجهة التهديدات التآمرية». لكنه وافق، في المقابل، على أن «مفهوم التآمر مفهوم غامض. وأن موقف الجهاز من تعريف التآمر هو أنه قد يشتمل أيضاً على المساعي لتغيير الطابع الديموقراطي أو اليهودي للدولة».
وأكد ديسكين أنه بشكل عام «لم يطرأ أي حظر على التعبير عن مواقف تعارض قيم إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية، ما دام يتم ذلك في إطار القانون، وما لم يشتمل على نشاط غير قانوني». ورأى أن «المس بحرية التعبير وبالحق في الحياة الخاصة التي تُعدُّ جزءاً من القيم الأساسية للدولة الديموقراطية أمر جائز فقط من أجل هدف ملائم وبشكل متناسب فقط».
وقسَّم ديسكين طرق عمل «الشاباك» إلى أنواع ثلاثة: أدوات «تحقيقية»، أي جمع المواد من مصادر علنية مثل المقابلات والتقارير الصحافية، والخطابات العلنية؛ وأدوات «تجميعية»، مثل عمليات التنصت السرية والمتابعات؛ بالإضافة إلى أدوات إحباط وفرض قانون، تشتمل على اعتقالات، وعمليات تفتيش ومساءلات في إطار التحقيق.
ويرى «الشاباك» نفسه مُلزماً بأن يجمع ويحلل معلومات تتصل بنشاط جهة ما كي «يضمن ألا ينزلق نشاطها إلى عمل غير قانوني وأنه غير مصروف إلى نشاط غير قانوني». وعندما يوجد أساس للشك بوجود نشاط «تآمري» ذي مزايا سرية، عندها يسمح هذا النشاط للشاباك باستعمال أدوات تجميعية أيضاً مثل عمليات التنصت السرية «للكشف عما يستتر وراء نشاط كهذا».
ونقلت «هآرتس» عن وثيقة رئيس الشاباك تأكيدها أن «دور الشاباك ونشاطه المتعلقين بظاهرة التآمر يتناولان اليهود والعرب على نحو متساوٍ».