علّاوي والهاشمي والدليمي في دائرة الاستهداف
جدّد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس ثقته برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أجل «المضي قدماً في مشروع المصالحة الوطنيّة»، في وقت يزداد فيه ضغط الكونغرس على سيد البيت الأبيض بشأن تمويل احتلاله لبلاد الرافدين، وضغوط الميدان العراقي على حاكم بغداد، وكان آخرها أمس استهداف «بعض» خصومه السياسيّين.
وبمناسبة مرور عام على تولّي المالكي رئاسة الوزراء، نقل المتحدّث باسم بوش، طوني فراتو، عن الرئيس الأميركي تجديده «ثقته برئيس الوزراء العراقي، وإعرابه عن الشجاعة التي أبداها خلال السنة الصعبة والمليئة بالتحدّيات».
وأوضح فراتو أنّ المالكي وضع لبوش، في مكالمة هاتفيّة أجراها الثاني من مزرعته في تكساس، في إطار الجديد حول قانون توزيع العوائد النفطيّة، ومشروع تعديل الدستور من أجل المصالحة الوطنيّة، مشيراً إلى أنّ الزعيمين ناقشا الموقف الإقليمي و«ضرورة قيام كلّ جيران العراق بدور بنّاء في مساعدة ديموقراطيّته على النجاح».
ولفت فراتو إلى أنّ «من الواضح أنّنا نريد من البرلمان العراقيّ أن يتحرّك بالسرعة المطلوبة (لمعالجة المواضيع الشائكة)، ولكن وتيرة التقدّم غير كافية بالنسبة إلى الجميع، وبمن فيهم المالكي وحكومته».
وفي السياق، أوضحت رئيسة مجلس النوّاب الأميركي نانسي بيلوسي أنّ الكونغرس سيقرّ القانون المتعلّق بتمويل احتلال العراق خلال الأسبوع الجاري رغم المعارضة الشديدة التي يبديها الجمهوريوّن بسبب تضمّنه جدولاً زمنياً للانسحاب، داعيةً بوش إلى التوصّل لتسوية حول القانون الجديد، ومشدّدةً على أنّه لن يحصل على «شيك على بياض».
وقالت بيلوسي، في مقابلة مع شبكة التلفزة الأميركيّة «أي بي سي نيوز»، إنّه رغم التوصّل معه إلى تسويات متعلّقة بالهجرة والتجارة، إلّا أنّ بوش، وعندما يتعلق الأمر بالحرب في العراق، «يصمّ أذنيه، فهو لا يسمع إلّا ما يريد سماعه».
ميدانيّاً، أعلن «المؤتمر العام لأهل العراق»، وهو أحد التنظيمات الثلاثة المشكّلة لـ«جبهة التوافق» (السنيّة)، استهداف موكب رئيسه عدنان الدليمي ومكتبه ومنزله من قوّات الحرس الوطني الحكومي، في منطقة حيّ العدل غربي بغداد. إلّا أنّ الناطق باسم خطة «فرض القانون» العميد قاسم عطا، قال إنّ دوريّة الحرس الوطني كانت متوجّهة لإنقاذ جنود أصيبوا بانفجار عبوة، حين تعرّضت لإطلاق نار من منزل الدليمي، موضحاً أنّ أفرادها «ردّوا على مصادر النيران بقوة».
وفي هذا الوقت، سقطت قذيفة هاون على مكتب رئيس المجلس النيابي العراقي محمود المشهداني، داخل المنطقة الخضراء الحصينة أمس. وأوضحت مصادر أنّها لم تؤدِّ إلى خسائر بشرية.
وذكر بيان لحركة «الوفاق الوطني العراقي» التي يترأسها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، أن طائرة استطلاع مجهّزة بأحدث آلات التجسس سقطت على منزل الأخير، مشيراً إلى أنّ العمل «تصرّف لئيم، ونحمّل هؤلاء الخارجين على القانون وعلى صيغة التعايش السلمي المشترك المسؤولية عنه».
وأدّى هجوم على رتل عسكري بريطاني وسط مدينة البصرة جنوب العراق أمس، إلى مصرع جندي بريطاني في حصيلة أوّلية، حسبما أفاد شهود عيان لوكالة «يونايتد برس».
وفي بعقوبة في شمالي ــ شرقي بغداد، أدّت هجمات متفرّقة إلى مقتل 9 عراقيّين، فيما قضى 12 شخصاً في هجمات في أنحاء البلاد، وأعلنت الشرطة العراقيّة العثور على جثّة الصحافي في جريدة «الزمان» المستقلّة علي خليل في منطقة البياع جنوب غرب العاصمة، حيث عُثر على 24 جثة مجهولة الهوية.
وفي لندن، ذكرت تقارير إعلامية بريطانيّة أن لندن قد تقدم على سحب جنودها من العراق، البالغ عددهم 7 آلاف، بعد أن يتولى غوردون براون رئاسة الحكومة البريطانية في 27 من الشهر المقبل، موضحةً أنّ الانسحاب الكامل سيتحقّق في ربيع عام 2010 على أبعد تقدير.
أمّا براون فقد قال، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانيّة «بي بي سي» أمس، إنّ قرار مشاركة بلاده في الاحتلال كان «صائباً». ولفت إلى أنّه يتحمّل «مسؤوليّة كعضو في الحكومة»، لكنّه استطرد بالقول: «نحن في مرحلة جديدة حالياً».
إلى ذلك، حثّ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، خلال زيارة مفاجئة إلى أوستراليا أمس، قوات الاحتلال على عدم الانسحاب «بشكل متسرّع» من بلاده. وقال، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الأوسترالي ألكسندر داونر: «أعتقد أنّ الوقت موات للبقاء إلى جانب الشعب الذي قمتم بمساعدته على التحرّر»، موضحاً أنّه يتفهّم «الوقائع السياسية في بريطانيا»، ومشيراً إلى أنّ «من المهم جداً ألّا يكون هناك أيّ إشارة ضعف داخل التحالف لأنّ هذه المرحلة حاسمة».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز)