في ما يبدو أنه ردّ روسي غير مباشر على المشروع الأميركي القاضي بنشر المنظومة المضادة للصواريخ في بولندا وتشيكيا، قال مسؤول عسكري روسي، أمس، إنه سيتم نشر منظومات دفاع صاروخية روسية الصنع من صنف «أس ـ 400» لحماية المجال الجوي لمدينة موسكو ابتداءً من مطلع تموز المقبل.ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية أمس عن القائد العام للقوات الجوية الروسية، الكسندر زيلين، قوله إنه «سيتم اعتباراً من أول تمّوز، إلحاق بطارية واحدة من منظومة «أس ـ 400» الصاروخية المضادة للجو بالحامية القتالية الموكلة حماية موسكو ووسط روسيا». وأضاف: إن الفوج يتواجد في الوقت الحاضر في أحد ميادين التدريب للقوات الجوية حيث تجرى التهيئة لعمليات الإطلاق.
وانضم وزير الدفاع البولندي ألكسندر شتشيجلو أمس إلى معسكر المرحّبين بالمشروع الأميركي، فكشف عن أن المرحلة الأولى من الدرع الأميركية المضادة للصواريخ في بولندا قد تستكمل بحلول عام 2011 على أقرب تقدير.
ويتزامن القرار الروسي مع استمرار الرئيس الأميركي جورج بوش في محاولة طمأنة موسكو بأنّ خطط واشنطن في شأن نشر المنظومة المضادة للصواريخ في دول أوروبا الشرقية لا تستهدف روسيا بل «منع الدول التي من شأنها خلخلة السلام في أوروبا».
وقال بوش، بعد لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي جاي دي هوب شيفر في تكساس أمس، «سأواصل سعيي لإقناع روسيا بأنها ليست مستهدفة». وذكّر أنه أرسل أخيراً وزير دفاعه روبرت غايتس لإقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّ الهدف من نشر المنظومة الرادعة للصواريخ هو الدول «المارقة» كإيران.
وبهذا الكلام، يكرّر بوش كلاماً سبق لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن ردّدته، وخصوصاً خلال زيارتها الأخيرة إلى موسكو الأسبوع الماضي.
وفي السياق، قالت رايس إن واشنطن ستراعي مصالح موسكو لكنها لا تنوي التخلي عن نشر عناصر منظومة الدفاع المضاد للصواريخ في تشيكيا وبولندا. وأضافت «إننا سنراعي بالطبع رأي موسكو وآراء حلفائنا، ولكن الرئيس الأميركي ملزم في نهاية الأمر بضمان أمن شعبه، وهذه المنظومة تساعد على هذا».
وأعلنت رايس عقد مؤتمر خاص في «القريب العاجل» لمناقشة اعتراضات روسيا بشأن معاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا، بغية «مناقشة كل اعتراضات موسكو». وقالت إنه «توجد أطر محددة لهذه المعاهدة»، مشيرة إلى «إننا نعيش الآن في عالم يختلف عما كان في عام 1991 عندما وقّعت هذه المعاهدة».
وكان الرئيس الروسي قد اقترح أخيراً في رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية، انسحاب بلاده من المعاهدة في حال عدم تقليص الأطلسي لأسلحته التقليدية كما تنص المعاهدة.
وفي آخر تطوّرات قضية منع السلطات الروسية لدخول اللحوم من بولندا إلى أراضيها، طالبت المفوضية الأوروبية، أمس، روسيا بعقد محادثات جديدة، وذلك بعد فشل القادة الأوروبيين والروس في حل هذا الخلاف في القمة التي عقدت بينهما الأسبوع الماضي في مدينة سامارا الروسية، ووصفت بأنها «فاشلة».
وينبع الإصرار الأوروبي على تسريع حل «أزمة اللحوم» من أنّ هذه العقدة تعرقل توقيع الاتحاد الأوروبي مع روسيا لمعاهدة ثنائية تشمل قضايا الطاقة والتجارة والزراعة، وهي معاهدة أكثر من حيوية اقتصادياً بالنسبة للاتحاد.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الروسي ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، في مكالمة هاتفية أمس، عزمهما دعم ديناميكية وفعالية الحوار السياسي بين روسيا وفرنسا. وذكر المكتب الصحافي للكرملين أن الرئيسين بحثا المسائل المتعلقة بالتحضير للاتصالات بين الجانبين على مختلف المستويات في المستقبل القريب.
(يو بي آي، د ب أ، أ ب، رويترز، أ ف ب)