القاهرة ــ خالد محمود رمضان
بدأ وفد من حركة «فتح» الفلسطينية محادثات مع مسؤولين في جهاز الاستخبارات المصرية، في محاولة لاستكشاف إمكان عقد اجتماع موسّع دعت إليه «حماس» لإعادة النظر في بعض البنود الخاصة في اتفاق مكة، الذي تم التوصل إليه برعاية سعودية خلال شهر آذار الماضي.
وعلمت «الأخبار» أن «حماس» كانت قد أبلغت القاهرة رغبتها في معاودة استئناف جلسات الحوار الوطني الفلسطيني الموسّع بحضور 13 فصيلاً كانت قد شاركت بالفعل في الاجتماعات التي استضافتها القاهرة على مدى السنوات الثلاث الأخيرة.
وقال مسؤول مصري وثيق الصلة بأجواء الاجتماعات إن «حماس» كانت تسعى إلى «اتفاق مكة 2»، لكنّ حركة «فتح» تحفظت على الفكرة ورأت أنه من غير المقبول معاودة الحوار بشكله القديم بعد اتفاق مكة، وأنه من الأولى تنفيذ الاتفاق واحترام بنوده من دون الدخول في «مناقشات بيزنطية لا طائل من ورائها».
فى المقابل، فإن السلطات المصرية، وفي ضوء القتال الدامي الذي شهدته الأراضي الفلسطينية أخيراً، رأت أنه «من الضروري توسيع قاعدة الحوار بضم حركة الجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين إلى المفاوضات التي ستشمل فتح وحماس».
ويضم وفد «فتح» الممثل الشخصي للرئيس الفلسطيني، روحي فتوح، ونائب رئيس الوزراء عزام الأحمد والقيادي «الفتحاوي» محمد دحلان.
ويُنتظر أن يصل وفد «حماس» إلى مصر يوم الخميس أو الجمعة المقبلين عقب انتهاء المباحثات مع «فتح»، على أن يعقبه وفد «الجهاد الإسلامي» والجبهتين الشعبية والديموقراطية تباعاً.
وعلمت «الأخبار» أن رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل لن يشارك في اجتماعات القاهرة بل سيوفد مسؤولين في الحركة من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن خارجها.
وأعلنت «حماس» أمس قبولها الدعوة المصرية إلى إجراء حوارات تمهيدية بين الفصائل الفلسطينية قالت إنه سيتبعها حوار وطني شامل يعمل على معالجة الوضع الفلسطيني الداخلي.
ونفى عزام الأحمد، بعد لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أمس، وجود محادثات فلسطينية ـــــــ فلسطينية في مصر خلال الزيارة الحالية لوفد حركة «فتح» إلى القاهرة. وقال إن «زيارة الوفد تأتي بدعوة من القيادة المصرية لمناقشة الأوضاع في ظل الجهود التي تبذلها مصر لتعزيز الوحدة وتثبيت الهدوء على الساحة الفلسطينية وعدم العودة إلى الصراع». وشدّد على أن قضية توحيد الأجهزة الأمنية ليست مطروحةً نظراً لتوحدها بالفعل.