strong>تحت عنوان «إيجابيّة النتائج»، ظهرت الرسالة الأميركيّة إلى الإيرانيّين في ختام الجولة الأولى من المحادثات «حول العراق فقط» ضمن ما عُرف بـ«قناة بغداد» أمس، «ادعموا أقوالكم بالأفعال، وسنرى كيف ستتطوّر الأمور»، فيما رأت طهران أنّ المحادثات كانت «صريحة وواضحة» ومكّنتها من طرح قضايا كانت تقلقها
وصف السفير الأميركي في بغداد رايان كروكر، الذي رأس وفد بلاده إلى المحادثات مع الجانب الإيراني حول «كيفيّة دعم استقرار العراق»، اللقاء بأنّه «إيجابي» ولو أنّه أشبه بـ «محادثات عمل»، موضحاً أنّه حثّ نظيره الإيراني حسن كاظمي قمّي، الذي رأس وفد بلاده، على «أن تترجم طهران أقولها أفعالاً في ما خصّ الأمن العراقي»، ومشيراً إلى أنّ الاجتماع اللاحق ينتظر مقترحاً عراقياً جديداً.
وقال كروكر، بعد جولة المباحاثات التي استمرّت 4 ساعات، «طرحت على الإيرانيين عدداً من بواعث القلق المباشرة والمحدّدة بشأن مسلكهم في العراق، مثل دعمهم لميليشيات تقاتل قوّات الأمن العراقية وقوّات التحالف»، مشيراً إلى أنّه حين طرح الموضوع، «لم يجب الإيرانيّون على ذلك»، مكتفين بمصطلحات عمومية حول دعم بلادهم للعراق وحكومة الرئيس نوري المالكي.
ولفت الدبلوماسي الأميركي، الذي أوضح أنّه رفض مقترحاً إيرانياً بإنشاء «لجنة أمنيّة ثلاثيّة» تضمّ ممثّلين عن بلاده وإيران والعراق لأنّ «الاجتماع بحدّ ذاته يناقش القضايا الأمنيّة بحكم عدم تطرّقه للسياسية»، إلى أنّه كان هناك «تطابق جيّد جداً في كلّ القضايا مثل دعم عراق مستقر، ديموقراطي وفدرالي يسيطر على أمنه ويعيش بسلام مع جيرانه».
أمّا قمّي فقد رأى الاجتماع «خطوة أولى أثمرت نتائج إيجابيّة» تسبق مفاوضات أخرى، موضحاً أنّ لدى «الطرفين وجهة النظر نفسها بالنسبة للتحديات في العراق ومشاكل الأمن».
وقال قمّي، في مؤتمر صحافي في السفارة الإيرانيّة في طهران، إنّه تمّ طرح «بعض المشاكل ودراستها، وهو ما يمثّل خطوةً إيجابية»، مضيفاً أنّه «على الصعيد السياسي اتفقنا على دعم الحكومة العراقية وتعزيزها، وهذه خطوة إيجابية أخرى تحققت».
وأوضح قمّي، الذي لفت إلى أنّ الجانب العراقي «أعلن أنه سيوجّه الدعوات إلى اجتماع آخر في وقت قريب»، أنّ «الحكومة العراقية بحاجة إلى هيكلية عسكرية وأمنية قوية لمواجهة المشكلات الأمنية»، ولذلك «عرضنا المساعدة في تدريب الجيش العراقي وتسليحه، وتقديم كلّ أشكال الدعم له».
أمّا بشأن الموقف العراقي من «الحوار» الذي جمع البلدين على هذا المستوى بعد قطيعة دبلوماسيّة استمرّت 27 عاماً، فقد أعرب المالكي، الذي استضاف المحادثات في مكتبه في «المدينة الخضراء» في بغداد، في كلمة افتتح بها جولة التباحث، عن حرص حكومته على أن «يكون الشأن العراقي حصراً هو موضوع النقاش»، معرباً عن ثقته بأنّ «إحراز أيّ تقدّم في هذا اللقاء» سيعززّ ثقة الطرفين «للإسهام في بحث العديد من الملفات».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، د ب أ،
رويترز، الأخبار)