الصحافيون الروس تعودوا مفاجآت سيرغي ميرونوف منذ أن انتُخب رئيساً لمجلس الاتحاد للمرة الأولى في 3 كانون الأول 2001 بفضل «صداقة الرجال» الشخصية، التي تربطه بالرئيس فلاديمير بوتين. وكانوا بانتظار المزيد منها في أول زيارة رسمية إلى إسرائيل في آذار 2004، حين امتنع بصورة استعراضية عن لقاء الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. فقد وقف ميرونوف أمام مبنى الكنيست وقال إنه «بعدما أطلعه رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون على تفاصيل الوضع على حقيقته»، عدل عن زيارة مجاملة له إلى عرفات.
وما قاله ميرونوف كان له وقع القنبلة على أعضاء الوفد الآخرين. وبحسب مراسل صحيفة «كوميرسانت»، فقد «أصيب أندريه فدوفين المبعوث الخاص لوزير الخارجية الروسي إلى الشرق الأوسط بالصعق»، رغم أن ميرونوف أوضح بأن قراره شخصي، وأنه لم يتشاور مع بوتين، وأنه لا يعادي عرفات. واستدعى موقف ميرونوف ردود فعل، فشدد وزير خارجية الاتحاد الروسي آنذاك إيغور إيفانوف على عدم حصول تغيير في السياسة الروسية الخارجية في الشرق الأوسط. واستقبل زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف وفداً من الدبلوماسيين العرب العاملين في موسكو، وقدم إليهم اعتذاره أمام الكاميرات والصحافيين.