غزة ــ رائد لافيرام الله ــ سامي سعيد

عاد طرح الانتخابات المبكرة إلى الساحة الفلسطينية أمس، بعد الكشف عن سعي دول عربية وأوروبية إلى إقناع السلطة الفلسطينية بالعمل على توفير المناخ الجيد لإجرائها، رغم رفض «حماس» لها.
وكشفت مصادر إعلامية محلية فلسطينية عن لقاءات تعقد على مستوى رفيع بين مسؤولين فلسطينيين وبعض القيادات العربية والأوروبية من أجل إيجاد طريقة سليمة لتمرير قرار إجراء انتخابات فلسطينية مبكرة مطلع العام المقبل لإنهاء معاناة الفلسطينيين المتفاقمة منذ تولي «حماس» مقاليد السلطة قبل أكثر من عام.
وبحسب المصادر المطلعة، فإن «دعوة بعض الدول العربية والأوروبية جاءت عقب سلسلة مشاورات أجراها مسؤولون فلسطينيون وعرب وأوروبيون تم خلالها دراسة الواقع الفلسطيني من جميع الاتجاهات وتأثير فوز حماس في الانتخابات التشريعية وما سببته من حصار جائر على الشعب الفلسطيني».
وفي السياق نفسه، رأى نائب رئيس الوزراء الفلسطيني عزام الأحمد أمس أن عمر حكومة الوحدة الوطنية الحالية لن يتجاوز الأشهر الثلاثة إذا لم يرفع الحصار السياسي والمالي المفروضين على الفلسطينيين.
في المقابل، جدّدت «حماس» رفضها إجراء انتخابات مبكرة، مشدّدة على أن تعرضها للحصار والمؤامرات سببه حفاظها على ثوابت الشعب الفلسطيني. وقال المتحدث باسم الحركة إسماعيل رضوان: «نرفض في حماس التدخّل في الشأن الفلسطيني بعدما قال الشعب الفلسطيني كلمته واختار ممثليه من خلال انتخابات تشريعية نزيهة». وأضاف: «نؤكّد أن الانتخابات التشريعية الماضية التي فازت فيها حماس هي انتخابات قانونية وشرعية، ونرفض الانقلاب عليها وعلى إرادة الشعب الفلسطيني لمحاولة إزالة الحركة الإسلامية أو التآمر عليها»، مشيراً إلى أن «كل المحاولات الهادفة إلى الانقلاب على الديموقراطية ستبوء بالفشل».
ورفض رضوان تفصيل كيفية مواجهة «حماس» لهذه المحالاوت، مكتفياً بالقول «إن الخيارات الوطنية ستكون في حينها ولا يمكن التحدّث عن تفاصيل، لكننا سنكون أمام وضع صعب بحيث سيصل الشعب الفلسطيني إلى مرحلة لا يمكنه فيها أن يتحمل كل هذه الضغوط والمؤامرات التي توجه ضد أبناء الشعب الفلسطيني».
في هذا الوقت، حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل من حصول «انفجار كبير» في الشرق الأوسط إذا ما راوحت القضية الفلسطينية مكانها.
وقال مشعل، في مقابلة مع صحيفة «الأيام» الفلسطينية: «أحذّر تحذيراً شديداً من أنه إذا ما حشر الشعب الفلسطيني في الزاوية وأضيفت عليه كل هذه الظلامات من استمرار الحصار والعقوبات الجماعية واستمرار العدوان الإسرائيلي وسدّ الأفق السياسي... فإن هذا سينذر بانفجار كبير لن يؤثر على الفلسطينيين وحدهم، بل سيؤثّر على مجمل المنطقة، وخصوصاً على الكيان الصهيوني (إسرائيل)».
وأضاف مشعل: «أحذر وأقول إنني أرى الأوضاع الراهنة تتجه بشكل يشابه الحالة التي آلت اليها الأوضاع في نهاية التسعينيات في عهد الراحل الرئيس ياسر عرفات، التي هيأت لانتفاضة الأقصى».
وقال مشعل: «نحن نتابع ونلح ونبذل المستحيل من أجل إنهاء الحصار عن شعبنا وإنهاء هذه المعاناة الفلسطينية المتفاقمة جراء حصار مضى عليه أكثر من عام، وإذا ــــــ لا سمح الله ــــــ استمر الحال على وضعه الراهن، وأرجو ألا يكون ذلك، فإن عواقبه ستكون وخيمة».
وأعاد مشعل التذكير باستعداده للقبول بدولة فلسطينية «على الأراضي التي احتلت عام 1967»، لكنه رفض الإعلان إذا كانت هذه الدولة ستعترف بدولة إسرائيل.
إلى ذلك، اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أمس، مؤسستي الرئاسة والحكومة بالتواطؤ في ما تشهده الساحة الفلسطينية من حالة «فلتان أمني»، نظراً لـ «الصمت إزاء ما يحدث».
وحالت قوات الأمن الفلسطينية أمس دون اقتحام مقر السفارة المصرية في مدينة غزة من عشرات المواطنين الفلسطينيين من ذوي المعتقلين في السجون المصرية.
وعبّرت «حماس» عن أسفها لمحاولة اقتحام مقر السفارة، رافضة أسلوب العنف في التعامل مع موضوع المعتقلين في السجون المصرية.