strong>سليمان يلغي لقاء مع مسؤول إسرائيلي... واتجاه لتعليق الوساطة المصرية في صفقة شاليط
لم يتخط لقاء وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ونظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني الأزمة التي أثارها الفيلم الوثائقي، الذي تضمّن اعتراف جنود إسرائيليين بقتل أسرى مصريين خلال عدوان حزيران عام 1967، فيما برزت قضية “الشاحنة المشعة” لتضيف إلى العلاقات المصرية - الإسرائيلة تأزماً جديداً، أدى إلى إلغاء لقاء مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان مع مسؤول إسرائيلي.
ودعا أبو الغيط، خلال لقاء ليفني في بروكسل، إسرائيل إلى التحقيق في المعلومات التي ساقها الفيلم، الذي وعدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية بمشاهدته.
وقال أبو الغيط، في مؤتمر صحافي، إن “الشعب المصري والمجتمع المصري يستشيطان غضباً ونأمل معالجة هذه المسألة بطريقة تتفهم وتشعر بذلك الغضب المصري”.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية عن أبو الغيط قوله إن “مصر سترى موقف إسرائيل خلال الأيام المقبلة وفي ضوء ذلك ستتعامل مع هذا الأمر في الإطار الدولي والإقليمي والقانوني إذا لم تتحرك إسرائيل”. وأضاف إنه لم يثر القضية خلال محادثاته مع المسؤولين الأوروبيين في بروكسل.
أما ليفني فقالت من جهتها إنها لم تشاهد الفيلم. لكنها أضافت إن “المعلومات التي بلغتني أننا نتحدث عن موقف قتل فيه جنود أو أناس أثناء معركة. في الوقت الحالي العلاقات بين إسرائيل ومصر تقوم على السلام والتفاهم وأعتقد أنه حتى لو كانت هناك جراح .. الأُسر التي قتل أحباؤها خلال الحروب .. فإن هذا شيء ينبغي لنا أن نتركه خلفنا”.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها إن ليفني أعربت عن أسفها للقضية، لكنها أشارت إلى أن “جهات في مصر استخدمت بشكل خاطئ ومضلّل الفيلم عن وحدة شاكيد من دون فحص منظم ومن دون علاقة بالواقع بهدف تخريب العلاقات بين الدولتين” إسرائيل ومصر.
وأشارت الوزيرة الاسرائيلية إلى انه لا يوجد اي شىء يدل على تصفية اسرى حرب مصريين خلال تلك الحرب، وطلبت من ابو الغيط العمل على تخفيف حدة التوتر الذي اثاره هذا الفيلم الوثائقي.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاسرائيلية إن “إسرائيل تأسف لأن بعض العناصر في مصر تستغل الفيلم بطريقة خاطئة ... من اجل تخريب العلاقات بين البلدين”.
وجاء في الفيلم أن “وحدة إسرائيلية تدعى (شكيد) وكان يقودها (وزير البنية التحتية الحالي) بنيامين بن أليعزر، قتلت هؤلاء الجنود في شبه جزيرة سيناء بدلاً من أن تقتادهم إلى معسكرات أسرى الحرب”.
وفي السياق، ذكرت صحيفة “معاريف” أن مكتب رئيس المخابرات المصرية، عمر سليمان، أبلغ رئيس الشعبة السياسية- الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، بإلغاء اللقاء الذي كان مقرراً بينهما لبحث التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية.
وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية، للصحيفة نفسها، ان اللقاء ألغي في أعقاب نشر الفيلم، لكن وزارة الدفاع الاسرائيلية ادعت أن إلغاء اللقاء غير مرتبط بالشريط بل بجدول اعمال سليمان، وأنه سيحدّد موعد جديد في وقت لاحق.
وفي الإطار نفسه، نقلت “معاريف” عن المصادر الأمنية نفسها أن رئيس الوفد الأمني المصري برهان حماد، الذي يتابع قضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، غادر قطاع غزة إلى مصر في عطلة تستغرق أسبوعاً، وهو ما فُسر على أنه خطوة مصرية باتجاه تجميد الاتصالات وجهود الوساطة لإنجاز صفقة تبادل أسرى بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية التي تحتجز الجندي الاسير.
وكان موقع “معاريف” الالكتروني قد كشف أن السلطات المصرية اتهمت اسرائيل بإدخال شاحنة محملة بالمواد الإشعاعية تحت ستار “مواد البناء”، لكن اسرائيل نفت ذلك كلياً. وبررت جهات أمنية خطوة إحضار “مواد البناء” من إسرائيل بأن الأجهزة الأمنية الاسرائيلية تمنع وزارة الخارجية من شراء هذه المواد من مصر لأسباب أمنية، وبالتالي فإن الوزارة مُلزمة بجلب مواد البناء من اسرائيل، التي أحضرتها للقيام بعمليات صيانة وترميم في مبنى السفارة الاسرائيلية في القاهرة.
إلى ذلك، هددت اللجنة المشتركة من لجان الشؤون العربية والعلاقات الخارجية وحقوق الانسان في مجلس الشعب، في بيان لها أمس، بمراجعة “العلاقات الاقتصادية والاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، اذا لم تحاسب الأخيرة وتعاقب مرتكبي جرائم قتل الأسرى المصريين إبان حرب عام 1967”.
وجاء في بيان اللجنة “إن أرواح الشهداء الأبرار لن تهدأ أو تهنأ إلا بالقصاص العادل من القتلة والسفاحين الذين يتباهون اليوم بما ارتكبوه من فظائع يندى لها جبين الانسانية”.
ودعا البيان وزارة الخارجية المصرية “إلى التوجه إلى الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لسرعة محاكمة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية كمجرمي حرب”. وأضافت اللجنة “ليتذكر الاسرائيليون أن جرائم النازيين ضدهم، إذا كانت لم تسقط حتى الآن من ذاكرتهم، فإن جرائمهم لن تسقط من ذاكرة الشعب المصري وأمته العربية”.
وتابعت إن “كل الأقنعة قد سقطت وكشفت عن الوجه القبيح للمؤسسة العسكرية الاسرائيلية التى تمارس إرهاب الدولة في أبشع صوره وتسطّر أسود صفحات التاريخ التي فاقت كل ما ارتُكب على مر العصور من مذابح في حق المدنيين والعسكريين على حد سواء”.
ورأت اللجنة أن المعلومات عن تصفية الجنود تمثّل “حلقة جديدة من حلقات الإرهاب الإسرائيلي الذي قامت على أساسه الدولة العنصرية الإسرائيلية”.
من جهة ثانية، طالب القيادي في حركة “حماس” يحيى موسى مصر بقطع العلاقات مع إسرائيل ورفع دعوى قضائية أمام المحاكم الدولية ضدها.
(الأخبار، أ ف ب،
رويترز، أ ب، يو بي آي)




ليتذكر الاسرائيليون أن جرائم النازيين ضدهم إذا كانت لم تسقط حتى الآن من ذاكرتهم، فإن جرائمهم لن تسقط من ذاكرة الشعب المصري وأمته العربية. كل الأقنعة سقطت وكشفت عن الوجه القبيح للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية التى تسطّر أسود صفحات التاريخ التى فاقت كل ما ارتُكب على مر العصور من مذابح في حق المدنيين والعسكريين على حد سواء