بول الأشقر
تشافيز يروّج لـ«الاشتراكيّة الجديدة» ويدعّم «مصرف الجنوب»


أنهى الرئيس الأميركي جورج بوش زيارته إلى غواتيمالا في أميركا الوسطى أمس، ووصل فجر اليوم إلى المكسيك، محطتّه الأخيرة في جولة لاتينية، جاراه فيها بكافّة المعايير الرئيس الفنزويلي هيوغو تشافيز، مشكّلاً ضغطاً إعلاميّاً هائلاً على سيد البيت الأبيض، ومستكملاً حملته «اليساريّة» المضادّة للسياساتالخارجيّة الأميركية في بلاد لم تعد أبداً باحتها الخلفيّة.
وكان بوش قد توجّه بعد البرازيل والأوروغواي، حيث الحكومتان اليساريّتان، إلى كولومبيا أوّل من أمس، في زيارة سريعة لمقابلة حليفه الاستراتيجي في أميركا الجنوبية وشريكه الأساسي في ولايته الأولى، الرئيس ألفارو أوريبي.
ورغم تولّي 25 ألف شرطي وعدد غير محدد من الجنود حراسة محيط بوغوتا، تحسّباً لأيّ طارئ، باعتبار أنّ البلاد لا تزال تعاني حروب عصابات، وقعت مواجهات عنيفة مع متظاهرين مناوئين للزيارة في الوسط التجاري للمدينة، أوقعت عشرات الجرحى والمعتقلين.
وعُدّت الزيارة دعماً معنويّاً لليميني أوريبي الذي، وإن كان يحافظ شخصيّاً على شعبيّة عالية تناهز الـ70 في المئة، تمرّ أكثريّته السياسية بأزمة عميقة إثر اكتشاف العلاقات الحميمة بينها وبين «البارا ميليتاريس»، وهي تلك الميليشيات اليمينية المتطرّفة التي زرعت القتل والدمار في مناطق عديدة من البلد.
ودارت المحادثات الأساسيّة بين الحليفين، أو «الصديقين» بحسب تعبير بوش، حول مصير المشروعين المشتركين اللذين طوّراهما خلال الولاية الأولى لكلّ منهما، وهما إبرام اتفاقية التجارة الحرّة بين البلدين وتوفير الموارد الماليّة الضرورية لإنجاز المرحلة الثانية من «خطّة كولومبيا»، أي الحرب على المخدّرات وعلى المجموعات اليسارية المسلّحة، ووعد بوش ببذل أقصى جهوده لإقرار المشروعين، مع أنّ القرار الآن يعود إلى الكونغرس الديموقراطي حيث لن تكون عمليّة الموافقة سهلة.
وبعد أميركا الجنوبية، انتقل بوش إلى غواتيمالا، التي تصحّ عليها تسمية «حديقة واشنطن الخلفية»، والتي يمثّل فيها الهنود أكثرية السكان، بحيث يعود ويسيطر موضوع هجرة «اللاتينوس» (اللاتينيّين) على جدول أعمال الرؤساء.
وتعيش غواتيمالا هذه الأيّام حالة جدل صاخبة حول التدابير الأميركيّة تجاه المهاجرين، الذين أُبعد العديد منهم، إضافةً إلى اعتقال عدد آخر، حيث سيطلب الرئيس الغواتيمالي اليميني أوسكار بيرجير من بوش «قليلاً من الرأفة» في هذا الموضوع، إضافة إلى استثمارات في بلده للحدّ من موجة الهجرة.
وندّد كاردينال العاصمة غواتيمالا بالزيارة، ناعتاً بوش بـ«هيرودوس البيزنطي»، نسبة إلى الحاكم الروماني الذي غسل يديه من دماء يسوع المسيح، فيما قرّر كهنة هنود «تطهير» كلّ الأمكنة التي يكون قد «دنّسها»، وخصوصاً أنّ برنامجه يتضمّن المرور على ثلاث قرى هندية وزيارة معبد من حضارة «المايا».
وعلى الضفّة الأخرى، وبعد زيارته للمناطق المنكوبة من الفيضانات في بوليفيا، اجتمع تشافيز، الذي يجاري بوش بجولة «مضادّة»، بنظيره البوليفي إيفو موراليس، الذي أعلن انضمام بلده بعد البرازيل والإيكوادور إلى مشروع «مصرف الجنوب»، وهو مصرف دولي تسوّق مشروعه كاراكاس وبوينس آيرس، ويهدف إلى تنمية المناطق الفقيرة في القارة.