أعلنت مصر والسعودية والأردن، خلال لقاء عقد في عمان أمس، تمسكها بالمبادرة العربية كما هي، رافضة إدخال أي تعديلات عليها تطالب بها إسرائيل.وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله الثاني شدد أمام وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ووزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط على ضرورة “أن يكون هناك في القمة العربية المقبلة في الرياض توافق على دعم خطة السلام العربيةونقل عن الملك عبد الله قوله يجب “أن تعمل الدول العربية مجتمعة على توحيد مواقفها وخاصة في ما يتعلق بإعادة الزخم إلى مبادرة السلام العربية التي التزمها العرب في قمة بيروت 2002”.
وشدد عبد الله الثاني على “أهمية تنسيق المواقف العربية وخروج القمة العربية المرتقبة (التي ستعقد في الرياض في 28 و29 اذار) بقرارات عملية حيال التحديات المصيرية التي تواجه أمتنا العربية وتلبي تطلعاتها بالعيش بأمن واستقرار”.
وأوضح الملك الأردني أن “الأوضاع التي يمر بها الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة تستدعي تحركاً عربياً مكثفاً على كل الصعد للمساعدة في رفع الحصار الاقتصادي المفروض عليه”، مشيراً الى “ضرورة دعم جهود السلطة الفلسطينية لبناء المؤسسات الفلسطينية التي تمثّل نواة الدولة المستقلة”. ورأى أن “إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية هي الأساس لإنهاء العنف وعدم الاستقرار في المنطقة”.
واستعرض الملك عبد الله مع الوزيرين “الجهود المبذولة لتأليف حكومة الوحدة الفلسطينية وأهمية ذلك في رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وفي تهيئة الأجواء أمام إطلاق مفاوضات السلام وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية”.
وفي رده على الطلب الإسرائيلي بتعديل المبادة العربية، قال وزير الخارجية الأردني عبد الإله الخطيب، للصحافيين بعد جولة منفصلة للمحادثات مع نظيريه السعودي والمصري، إنهم اتفقوا على أن المبادرة العربية تمتلك جميع العناصر الضرورية لتسوية شاملة. وأضاف الخطيب “هذه مبادرة عربية. إعلان مبادئ عربي باتجاه حل القضية الفلسطينية وهذه تمثل موقفاً عربياً واضحاً ومقبولاً على الساحة الدولية”.
وعمّا اذا كان قد دار حديث في شأن اجراء تعديلات على المبادرة، قال إن “الملك عبد الله الثاني عرض الأسبوع الماضي خلال خطابه أمام الكونغرس الأميركي المبادرة العربية بكل وضوح وبما تستحقه من إبراز عناصرها”. وأوضح أن “لقاء اليوم كان مناسبة للاستمرار في التشاور العربي على المستوى الثلاثي الأردن والسعودية ومصر”، مشيراً الى أنه “جرى التشاور في شأن القمة العربية المقبلة وضرورة الإعداد لها بشكل جيد وتكوين موقف عربي موحد تجاه كل القضايا العربية التي سينظر بها في القمة من الموقف الفلسطيني ووحدة وإعادة استقرار العراق وسيادة لبنان ودعم القضايا العربية والخروج بموقف موحد”.
وقال مسؤولون أردنيون، بشكل غير رسمي، إن “الرباعية العربية”، التي تضم أيضاً الإمارات إضافة إلى مصر والسعودية والأردن، تريد أن تظهر لواشنطن مدى جدية العرب للسلام مع اسرائيل في مقابل التزام اكبر من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لحل الدولتين بحلول عام 2008. وأضافوا إن أعضاء الرباعي العربي سيقولون لرايس، التي من المتوقع ان تلتقيهم في الخامس والعشرين من الشهر الحالي في أسيوط (جنوب مصر)، إن “خطتهم تقدم أفضل مخطط لحل دائم”.
(أ ف ب، رويترز، د ب أ)