خرج الى العلن «عدم رضى» الاحتلال الأميركي عن سياسة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، على خلفية عدم فتحه مواجهة مع جيش المهدي، وتلبية شروط أخرى كانت الإدارة الأميركية قد طلبتها مسبقاً
كشفت مصادر مقربة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن المسؤولين الأميركيين أخبروه «أنهم يتطلعون لرؤيةحكومة عراقية تحظى بقبول دول المنطقة، وعلى رأسها السعودية والأردن ومصر، وذلك بحلول نهاية العام الجاري، على أن تكون هذه الحكومة علمانية، وأكثر تمثيلاً لمكونات الشعب العراقي». وأشارت المصادر نفسها الى أن «مخاوف المالكي تعززت، بزيارة كل من رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي ورئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني إلى السعودية أخيراً».
وقال القيادي في القائمة العراقية، عزت الشابندر، إن زيارة علاوي إلى الرياض «تدخل في إطار كسب الدعم السعودي للتغييرات السياسية المرتقبة»، بينما أعلن النائب الكردي عبد الخالق زنكنه أن البرزاني وعلاوي التقيا في كردستان «للتنسيق، قبيل قيامهما بزيارة السعودية، لتشكيل الجبهة السياسية الجديدة»، لمنافسة الائتلاف العراقي الشيعي الموحد.
وكشف مصدر آخر مقرب من المالكي أن الإدارة الأميركية «أبدت عدم رضاها عن حكومة المالكي، على الرغم من نجاحه في تحجيم معارضة التيار الصدري لخطة فرض القانون» في بغداد. وقال المصدر إن «الأميركيين محبطون من الحكومة بسبب عدم تمكنها من إبعاد الصدريين، وعدم تمرير قانون النفط الجديد، وعدم بذل الجهود الكافية لتحقيق المصالحة الوطنية، وبطء التحرك في تنظيم الانتخابات المحلية».
في هذه الأثناء، أعلن المتحدث باسم الاحتلال الاميركي وليام كالدويل أن «كل المؤشرات تؤكد أن (الزعيم الشيعي مقتدى الصدر) لا يزال في ايران، حتى 24 ساعة مضت»، مضيفاً إن الجيش الأميركي «يتقصى أماكن وجوده».
ونفى مصدر في مكتب الشهيد الصدر، في مدينة النجف، أن يكون الصدر قد غادر العراق، متهماً الاميركيين بـ«محاولة خلق فتنة بين التيار والحكومة لإخراجنا من العملية السياسية والحكومة، وآخر ما قاموا به في هذا الإطار، هو بناء قواعد في مدينة الصدر، في محاولة لضرب القاعدة الصدرية، وفي مقدمتها جيش الإمام المهدي».
وفي السياق، أوضح كالدويل ان ما «لا يقل عن 700 من عناصر جيش المهدي تم اعتقالهم في الاشهر الستة الماضية، نعتقد بأنهم شاركوا في انشطة غير قانونية، ومن ضمنها فرق الموت».
وحول عدم وجود أي مقاومة للقوات الاميركية في مدينة الصدر، قال كالدويل إن «الوضع معقد. لقد أصغى العراقيون إلى رئيس الوزراء (نوري المالكي) منذ انطلاقة الخطة الامنية، التي وصفها بأنها ضد أي كان في أي مكان. لقد أصيب الناس بالتعب من مستوى العنف».
وأعلن الاحتلال الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده وإصابة أربعة آخرين في هجمات بعبوات ناسفة في بغداد.
وطالب زعيم كتلة «الائتلاف» الموحد عبد العزيز الحكيم بـ«اتفاق أمني» بين قوات الاحتلال والحكومة العراقية يحفظ «صلاحيات كل طرف».
ودعا الحكيم، في بيان له، الى تحديد «مسائل الاعتقال وحركة الطائرات وقضايا مختلفة تضمنتها رسالة المالكي الى مجلس الامن الدولي حول تمديد بقاء هذه القوات» عبر اتفاق امني.
الى ذلك، استقبل آلاف الأكراد في مدينة السليمانية أمس الرئيس جلال الطالباني، بعدما أمضى أسبوعين في مستشفى أردني حيث كان يعالج من الإرهاق الشديد.
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أمس أن الرئيس جورج بوش «سيستخدم حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار غير ملزم في مجلس الشيوخ» حول السياسة في العراق.
ويدعو مشروع قرار جديد، تقدم به 42 سيناتوراً ديموقراطياً، الى انسحاب معظم القوات من العراق بحلول 31 آذار 2008، كما يدعو الى «تعاطي معزز» مع جيران العراق، وخاصة ايران وسوريا.
وذكرت صحيفة «بوسطن غلوب» أن الجيش الأميركي يعمد إلى تسريع عمليات ترقية كبار الضباط، بسبب الاستنزاف الحاصل في القدرات العسكرية في العراق.
وكشفت الصحيفة أنه «تمت ترقية 90 في المئة من الذين يحوزون رتبة رائد والمرشحين لتولي رتبة مقدم العام الماضي، ليتبوأوا هذا المنصب، بالرغم من أن النسبة المطلوبة عادة لا تتجاوز الـ 70 في المئة».
(أ ب، العراق للجميع، أ ف ب،
رويترز، د ب أ، يو بي آي)