strong>كان صوت الانفجار الذي هزّ المنطقة الخضراء في بغداد أمس، أثناء عقد مؤتمر صحافي مشترك بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، كافياً لاعطاء صورة وافية عن الوضع الأمني العراقي بالنسبة للمسؤول الدوليحذر رئيس وزراء اقليم كردستان نيرجافان البرزاني أمس من «نفاد صبر الاكراد» حيال مسألة كركوك، مطالباً بتطبيق الاستفتاء بشأن مستقبلها، في وقت أعلنت فيه الحكومة العراقية عن «محادثات» متقدمة تجريها مع «جماعات مسلحة رئيسية» بهدف «طرد» تنظيم القاعدة من العراق.
وكشف مسؤول العلاقات الدولية في وزارة الدولة العراقية لشؤون الحوار الوطني، سعد يوسف المطلبي، أمس عن أن المحادثات مع المسلحين «ترمي إلى إقناع الجماعات بوقف القتال ضد الحكومة، والمساعدة في دحر القاعدة»، مضيفاً، في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن هذه المباحثات «أوشكت على التوصل الى توحيد الجهود لمهاجمة القاعدة، وطردها من البلاد».
وأوضح المطلبي أن المحادثات «اقتربت من نقطة تخلّي بعض الجماعات المسلحة المعنية، والتي لا ترتبط بتنظيم القاعدة في العراق، عن سلاحها»، مدافعاً عن هذه المحادثات بالقول إنه «يتعين في بعض الأحيان أن تتفاوض معهم (الجماعات المسلحة) كي تفهم ما يريدون».
في هذا الوقت، اعلن مسؤول في الائتلاف العراقي الموحد أن رئيس الوزراء نوري المالكي «سيعود الحليف المفضل من جديد» للتيار الصدري، بزعامة السيد مقتدى الصدر، بعد اعطائه اوامر أول من أمس بالافراج عن الشيخ أحمد الشيباني، احد معاوني الصدر الرئيسيين.
وقال المصدر نفسه إن «الصدريين رأوا أن خطة بغداد موجهة ضدهم، لكن إطلاق (الشيباني) سيعيدها إلى مسارها السليم».
في هذا الوقت، قال نيرجافان البرزاني أمس ان «شعبنا (الاكراد) ملتزم تجاه العراق، لكن صبرنا بدا ينفد، وبصفتنا مسؤولين نواجه صعوبات في أن نشرح لشعبنا لماذا لا تتم تلبية طلباتنا» بخصوص إلحاق مدينة كركوك بالاقليم الكردي، لكنه أشار الى «أن ما اخذ بالقوة يسترد سلماً بواسطة الديموقراطية».
من جهة اخرى، اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، خلال زيارته المفاجئة الى بغداد أمس، «الالتزام الواضح» للمنظمة الدولية بمساعدة «الحكومة والشعب» في العراق.
وسمع دوي انفجار قوي ترددت اصداؤه داخل القاعة حيث كان بان كي مون والمالكي يعقدان مؤتمراً صحافياً. وبدا الخوف واضحاً على محيّا بان، الذي انخفض بعدما أثار الانفجار ذعره.
ورأى بان أن «نتائج المحادثات كانت جيدة بشأن سبل مساعدة العراقيين وتقديم الدعم لهم لتحقيق الحرية والديموقراطية»، معرباً عن امله في «استقرار الاوضاع في العراق في المستقبل القريب».
بدوره، قال المالكي إن «الزيارة تأتي تكملة لدور المنظمة الدولية في مساعدة العراق، مثلما حدث في الإعداد للانتخابات وكتابة الدستور»، مشيراً الى أن «زيارة الامين العام رسالة ايجابية للعالم تؤكد فيها أن بغداد عادت الى استضافة كبار الشخصيات، لأنها قطعت خطوات على طريق الاستقرار».
وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن أمله في أن «تقدم الامم المتحدة العون للعراقيين المقيمين في دول الجوار».
على صعيد آخر، قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، في كلمة ألقاها امام منتدى ابحاث في العاصمة اليابانية طوكيو، إن العراق «يحتاج لأن تبقى قوات التحالف في العراق، الى أن تصبح قواتنا الوطنية مؤهلة بدرجة كافية لتولي الامن»، موضحاً أنه «اذا قلنا اننا نحتاج الى عام أو عام ونصف العام أو حتى عامين لإجراء اصلاح تفصيلي شامل لوحدات وزارة الدفاع ووزارة الداخلية، فإننا سنحتاج لأن تبقى قوات التحالف الى حين الانتهاء من هذه المهمة».
وتابع الهاشمي أنه «اذا انسحبت القوات الاميركية قبل ان نكمل هذه الخطة، فإن هناك احتمالاً بأن تنزلق البلاد الى الفوضى، والفوضى يمكن أن تؤدي الى حرب أهلية».
وعقد ممثلون عن سكان مدينة الصدر اجتماعاً مع قائد خطة امن بغداد عبود قنبر للمطالبة بـ«عدم انشاء قواعد اميركية داخل مدينة الصدر»، و«عدم إشراك القوات الاميركية في عمليات الدهم والتفتيش».
وكان السيد مقتدى الصدر قد دعا الجمعة الماضي الى عدم التعاون مع الاحتلال، مشيراً الى «شائعات كاذبة عن مفاوضات وتعاون» بين سكان المدينة والقوات الاميركية.
ميدانياً، أعلن الاحتلال الاميركي اعتقال «قيس الخزعلي وشقيقه ليث، وآخرين من المتورطين مباشرة بعملية قتل وخطف خمسة جنود اميركيين في كربلاء في كانون الثاني الماضي» في عمليات في مدينتي البصرة والحلة.
والشقيقان خزعلي من الكوادر السابقة في جيش المهدي، وكان قيس احد المتحدثين باسم الصدر خلال المعارك بين الاميركيين وجيش المهدي في آب 2004.
وأكد مقربون من التيار الصدري أمس أن «قيس الخزعلي انشقّ عن جيش المهدي وألّف مجموعته الخاصة»، مشيرين الى أنه «يتلقى الدعم من ايران».
وأعلنت السلطات الأمنية في مدينة البصرة حظر تجول شاملاً في عموم المدينة، على خلفية الاشتباكات بين مسلحين من جيش المهدي وعناصر من حزب الفضيلة الاسلامي.
وذكر شهود أن «المئات من عناصر الشرطة والجيش العراقي والقوات البريطانية انتشروا في جميع الشوارع الرئيسية والعامة والفرعية في المدينة» لوضع حد لهذه الاشتباكات، التي بدأت بهجوم شنه أتباع الصدر على مقر تابع لحزب الفضيلة، ثم ما لبثت أن امتدت الى دائرة الكهرباء ومنزل المحافظ الذي احترق بالكامل. ولم تتضح اسباب هذه المواجهات.
وأعلن الجيش الاميركي مقتل ثلاثة من جنوده في هجمات متفرقة في محافظتي بغداد والأنبار غرب العراق.
وفي واشنطن، حض الرئيس الاميركي جورج بوش، خلال استقباله «فرق اعادة إعمار العراق»، الكونغرس على «ان يقرّ قانون تمويل القوات في اسرع وقت، من دون أن يضيف اليه سلسلة من النفقات الاضافية او القيود»، في وقت بدأ فيه مجلس النواب مناقشة المشروع، مع الاشارة الى أن الديموقراطيين يحاولون استغلال الفرصة لوضع جدول زمني لانسحاب هذه القوات.
وفي السياق، حذّر المتحدث باسم البيت الابيض طوني سنو، من أن فرص هذا المشروع في التحول الى قانون «معدومة»، كاشفاً أن بوش «سيستخدم الفيتو» لتعطيله.
(أ ب، براثا، بدر نيوز، العراق للجميع، د ب أ، رويترز، أ ف ب)