strong>مجلـــس الأمـــن يشـــدّد العقـــوبـــات... ويعـــرض التفــــاوض
وصفت طهران أمس القرار الدولي 1747، الذي أقره مجلس الأمن الدولي بالإجماع أول من أمس، بأنه “غير مقبول” و “غير شرعي”، معلنة تعليق بعض أنشطتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام “بعد صدور هذا القرار غير المشروع ضد إيران الليلة الماضية، اضطرت الحكومة الى التحرك استناداً الى قرار البرلمان، في ما يتعلق بمستوى التعاون مع الوكالة (الطاقة) وتعليق أجزاء من أنشطتها معها ”. وأضاف إن إيران “لن تعيد النظر في هذا القرار الا اذا أعيد ملفها النووي الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يتولى أمره حالياً”.
وشدد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، على أن “نشاطات بلاده النووية مشروعة بصوره تامة وتجري وفقاً لمعاهده حظر الانتشار النووي، وان قرارات مجلس الأمن غير شرعية”.
ونقل موقع رئاسة الجمهورية على شبكة الانترنت امس عن نجاد قوله، في لقاء مع “قناة 24” الفرنسية، “كل من يريد فرض العقوبات على إيران سيتضرر أكثر من غيره”.
ورأى الرئيس الإيراني أنه “يتعين على الأوروبيين عدم السير وراء القرارات الخاطئة لأميركا بشأن القضايا الدولية، وخصوصاً ملف إيران النووي”.
وفي نيويورك، وصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي القرار الدولي بأنه “غير شرعي وغير مفيد وغير مبرر”. وخاطب متكي أعضاء مجلس الأمن، بعد صدور القرار، قائلاً “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بثقتها بنشاطاتها السلمية، تؤكد دوماً خيار التعامل والتعاون، وأن طهران لا تريد المواجهة ولا تتوقع اكثر من حقوقها المسلم بها”. وأضاف متكي “إن هذه القرارات لا تعكس حتى وجهات نظر أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر، لأن معظمهم ليس مطلعاً على فحوى المحادثات السرية”.
وطلبت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) وألمانيا من ايران تعليق تخصيب اليورانيوم قبل استئناف المفاوضات. وأكدت، في بيان صدر بعد اعتماد القرار الدولي، “نقترح مناقشات جديدة مع الجمهورية الإسلامية في إيران لنرى إمكان إيجاد طريق للتفاوض يقبله الجميع”.
ومن جهته، أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا انه سيحاول إجراء اتصالات جديدة بكبير المفاوضين الايرانيين حول الملف النووي علي لاريجاني.
وقال المسؤول الثالث في الخارجية الأميركية، نيكولاس بيرنز، إن القرار الدولي يدل على “رفض دولي يعزل إيران اليوم أكثر من أي وقت مضى”. إلا أنه أضاف إن “هدفنا يبقى التوصل الى حل سلمي لهذه المشكلة”.
وفي موسكو، رأى رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، قسطنطين كوساتشوف، أن امتناع إيران، بعد القرار الجديد، عن إيقاف برنامجها النووي، يمكن أن يؤدي إلى عقوبات أكثر تشدداً ضدها.
وقال بيان لوزارة الخارجية الروسية إن “اتخاذ مجلس الأمن للقرار 1747 بالإجماع، يعكس القلق العميق للمجتمع الدولي في شأن البرنامج النووي الإيراني”. وأضاف البيان “نحن نعرب عن الأسف لأن إيران لم تستطع تنفيذ القرارات السابقة لمجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وندعو من جديد إيران إلى الالتزام الكامل بتعهداتها الدولية”.
ورحب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي، بتبني مجلس الامن القرار الجديد، مشيراً الى أن العقوبات الجديدة الواردة في القرار “لم يكن بالإمكان تفاديها منذ ان لاحظت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الأخير، أن ايران لا تزال ترفض احترام واجباتها الدولية”.
وقال وزير الخارجية الكندي، بيتر ماكاي، إن “كندا تؤيد من دون تحفظ القرار الذي تبناه مجلس الامن الدولي بالإجماع الذي سيفرض عقوبات اضافية على إيران لعدم وفائها بالتزاماتها الدولية بموجب القرار الدولي 1737”.
كذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت، في مستهل جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية، “لا شك في أن هذا القرار يمثّل مرحلة جديدة في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي بهدف وقف البرنامج النووي الايراني”.
كما أشاد وزير الخارجية الياباني تارو اسو، بالقرار. ورأى أنّه “رد مناسب للحفاظ على نظام عدم انتشار السلاح النووي وللحفاظ أيضاً على الاستقرار في الشرق الاوسط”.
(الأخبار، ا ف ب، مهر، رويترز، د ب أ)