حرص نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على تأكيد مواقف بلاده الثابتة من قضايا المنطقة، واضعاً الكرة في الملعب الأميركي، فيما ردّ ضمنياً على منتقدي علاقة دمشق بطهران، بالتأكيد على جدوى هذه العلاقة، بل بدعوة دول الخليج إلى الحوار المباشر مع إيران
رأى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس أن دعم بعض الدول لطرف لبناني على حساب طرف آخر هو سبب «استعصاء» الحل في لبنان، مشيراً إلى أن كل القضايا في الشرق الأوسط مترابطة من العراق إلى لبنان إلى فلسطين وحتى القرن الأفريقي».
وقال الشرع، في لقاء مع وسائل الإعلام في دمشق، إن اللاعب الأساسي في قضايا المنطقة هو الولايات المتحدة، معرباً عن أسفه لأن «المشروع الأميركي لا يهدف إلى وحدة المنطقة وتعايش شعوبها وتحقيق السلام والاستقرار بسبب دعم أطراف ضد أطراف كما في لبنان والأراضي الفلسطينية».
وعن المحكمة الدولية والتحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قال نائب الرئيس السوري إنه «أصبح واضحاً لكل من هو في المنطقة وخارجها أن البعض في لبنان يريد أن يستخدمها لاستهدافات سياسية، لا للوصول إلى حقيقة اغتيال الحريري»، مضيفاً أن سوريا «لا توافق على هذا الاستهداف لأننا نريد الوصول إلى الحقيقة».
وفي ما يتعلق بتقرير «بيكر ــ هاملتون» وتوصياته بشأن الوضع في الشرق الأوسط، رأى الشرع أن هناك «محاولة للقفز والالتفاف حول التقرير من الإدارة الأميركية»، موضحاً أن مجرد زيادة عدد القوات الأميركية في العراق «ليس خطوة ايجابية».
وأشار المسؤول السوري إلى أن «موضوع السلام مع إسرائيل مرتبط بكل ما يجري في المنطقة»، لافتاً إلى أنه «ما لم يصدر ضوء أخضر من الولايات المتحدة وموافقة صريحة من واشنطن»، لن تستأنف مفاوضات السلام، ولا سيما في ظل افتقار إسرائيل للقيادة القوية القادرة على اتخاذ قرار بهذا الحجم».
وأكد الشرع أن سوريا «حريصة على دعم عملية سياسية تأخذ بعين الاعتبار مصلحة كل الشعب العراقي وتضع جدولاً زمنياً للانسحاب»، مشيراً إلى أن «استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين هدفها الأساسي تعزيز الصلة بين الشعبين السوري والعراقي، الأمر الذي يمنع الكثير من الفتن التي تستعر في المنطقة». وأضاف: «يهمنا كثيراً الحفاظ على وحدة العراق وإبعاد الشعب العراقي عن أي منزلقات طائفية أو مذهبية».
وعن الدور الإيراني في العراق، قال نائب الرئيس السوري إن هذا الدور «يجب ألا ينفصل عن دور دول الجوار» المعنية بما يجري في هذا البلد. لكنه لفت إلى أن «الغياب العربي عن العراق يشجع أي دولة أخرى على أن تملأ الفراغ، ولا يجوز أن نلوم غيرنا عندما نعجز عن ملء هذا الفراغ».
وعن العلاقات السورية ــ السعودية، قال الشرع إن هذه العلاقات «تاريخية ولا يجوز أن يحكم عليها من خلال فترة زمنية قصيرة». وشدد على وجود تشاور بين دمشق والرياض، مضيفاً أنه «ما من شك أن العلاقة السورية السعودية مهمة لمنع محاولات خطيرة تستهدف خلق فتن تهدف إلى تقسيم هذه المنطقة».
ورأى الشرع أن علاقة سوريا مع السعودية اضافة إلى كل من مصر وإيران، «رغم كل علامات الاستفهام التي يمكن أن تطرح هي الضمانة للشرق الأوسط»، مؤكداً أن سوريا «لم تخرج عن السرب العربي وكل من يحاول أن يزعم ذلك فهو زعم خاطئ».
وعن الدور الذي يمكن أن تؤديه سوريا لطمأنة دول الخليج حيال مخاوفها من إيران، رأى الشرع أن «الحوار المباشر بين إيران ودول الخليج هو لمصلحة أمن واستقرار منطقة الخليج ونحن نشجع على هذا الحوار».
وعن العلاقات السورية الأوروبية، ولا سيما مع فرنسا وألمانيا، أوضح نائب الرئيس السوري أن هذه العلاقات تحسنت أخيراً، مشيراً إلى أن زيارة وزير الخارجية الألماني فالتر شتانماير «إيجابية وناجحة إلى حد معقول»، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي جاك شيراك هو من كان وراء هذا الفتور.
(د ب أ، سانا)