strong>«هيئة العلماء» تشكّك ورايس «خاب» أملها وروسيا وفرنسا وإيطاليا تدين
انفصل رأس برزان التكريتي عن جسده، ومعه اتسع الشرخ العراقي.
لم يكد يمضي أسبوعان على عملية اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مع ما رافقها من ملابسات، حتى جاءت «واقعة» إعدام برزان وعواد البندر لتزيد الطين بلة، مثيرة شكوكاً اتخذت طابعاً طائفياً، بينما نأى الاحتلال ورموزه بأنفسهم عن القضية، كما هي الحال في إعدام صدام، فاسحين المجال أمام تأجّج الفتنة الطائفية العراقية.
ونفّذت السلطات العراقية فجر أمس حكمي الإعدام الصادرين بحق برزان التكريتي، الأخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين، ورئيس المحكمة الثورية السابق عواد البندر.
وانفصل رأس برزان عن جسده وهو يسقط في طاقة تحت قدميه.
وأشار المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إلى حدوث «حالة نادرة من نوعها؛ هي انفصال رأس برزان عن الجسد، أثناء العملية»، كاشفاً أنه «تم ابلاغ برزان والبندر بأن حكم المحكمة الجنائية العليا سيُنفذ بهما نتيجة للجرم الذي شملهما في قضية الدجيل، لارتكابهما القتل العمد والتعذيب والإبعاد والنقل القسري والسجن الشديد والأفعال اللاإنسانية وجرائم ضد الإنسانية».
وأضاف الدباغ إن «الجرائم لا تنحصر بهذه القضية، فأحدهم كان أحد أركان النظام البائد مع المجرم صدام حسين»، موضحاً أن تنفيذ حكمَي الإعدام تم «بحضور قاض وطبيب ومدع عام». وشدد على أنه «لم يسجل أي خرق أو هتاف أو تعرض المدانَين لأي نوع من الإهانة» أثناء تنفيذ الحكم.
وفي السياق، أعلن المحامي عصام الغزاوي، أحد أعضاء فريق الدفاع عن صدام، أنه التقى برزان التكريتي والبندر قبل يومين، لكنه لم يُبلغ بموعد تنفيذ حكم الإعدام، مشيراً إلى أنه «فوجئ» بنبأ تنفيذ الحكم.
وبشأن ما اذا كان برزان والبندر طلبا شيئاً من فريق الدفاع، قال الغزاوي إنهما «لم يعرفا أصلاً أنهما سيعدمان»، حين التقاهما، مضيفاً «لقد بلغني خبر أن رأس برزان انفصل عن جسده وهذا أمر مستحيل».
وانتقد الغزاوي تنفيذ حكم الإعدام قبل مرور ثلاثين يوماً من مصادقة محكمة التمييز.
وفي تكريت، أفاد مصدر مقرب من عائلة صدام أن «قوة أمنية تابعة لمحافظة صلاح الدين توجّهت إلى بغداد لتسلّم جثماني برزان والبندر»، الذي أوصى بدفنه قرب الرئيس العراقي السابق.
ورأى النائب السني سليم الجبوري أن «مرض السرطان، الذي كان يعانيه برزان ربما أضعف جسمه»، بينما قال النائب وائل عبد اللطيف، القاضي السابق في عهد صدام، إنه «دائماً ما كان في قرارات تنفيذ حكم الإعدام شنقاً حتى الموت، أن ترتفع الفقرات العنقية، وبالتالي تحصل الإماتة للشخص ويبقى الرأس معلقاً بالجسم من ناحية الفعلية، لكن ربما هذا شيء جديد بسبب أفعال هذا الرجل»، في اشارة إلى برزان.
وفور شيوع النبأ، تظاهر مئات العراقيين في مدينة النجف ابتهاجاً بإعدام بزران والبندر المُدانين في قضية مقتل 148 شيعياً في الدجيل مطلع ثمانينيّات القرن الماضي.
كذلك، رأى المتحدث باسم «هيئة علماء المسلمين» بشار الفايدي أن عمليات الإعدام تأتي «نتيجة لمحاكمة سياسية فشلت في أن تتماشى مع الحد الادنى للمعايير القانونية، التي يجري تطبيقها دولياً»، مضيفاً إن «هناك مؤشرات إلى أن الجلادين انحرفوا عما هو قانوني نحو عمليات انتقام وسخرية».
وتابع الفايدي أن «ما حدث (انفصال رأس برزان عن جسده) يدعو إلى التشكيك، ويضع الحكومة العراقية في نهاية الامر في مأزق جديد».
وعلى صعيد ردود الفعل، قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها المصري احمد ابو الغيط في القاهرة، إن اعدام برزان والبندر مسألة تخص العراقيين، لكننا «نشعر بخيبة الأمل لانه لم يتم التعامل مع المتهمين بشكل أكثر صوناً للكرامة».
بدورها، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الإعدام «لن يؤدي إلى استقرار العراق»، داعية إلى «إجراء حوار، والابتعاد عن خيارات القوة لحل المشكلة، أو المراهنة على الثأر».
وفي لندن، كررت وزارة الخارجية البريطانية معارضتها تنفيذ عقوبة الاعدام «في العراق، او في أي بلد آخر»، مضيفة إن «هذا القرار يعود في النهاية إلى حكومة ذات سيادة، رأت أن المسؤولين برزان التكريتي وعواد البندر أدينا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، و«القضاء العراقي أخذ مجراه».
كما دان المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي عقوبة الإعدام، لكنه شدد على أن «فرنسا ترى أن المسؤولين عن الفظاعات التي ارتُكبت في العراق يجب ان يُحالوا على القضاء لمحاكمتهم».
وقال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو إنه «ليس من حق أي إنسان أن يسلب إنساناً آخر حياته».
وأعرب وزير الخارجية الايطالي ماسيمو دالميا عن «الحزن والانزعاج» لتنفيذ حكم الإعدام بحق برزان والبندر.
من جهته، شدد وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد على ضرورة المضي قدماً في العملية السياسية في العراق «لتشمل جميع الفرقاء العراقيين».
وفي عمان، أعرب المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة عن أمل بلاده في «ألا تؤثر هذه الأحداث على الجهود والمساعي المبذولة لتحقيق المصالحة، وإنهاء الصراع الطائفي في العراق»، مجدّداً الدعوة الاردنية إلى إشراك مكونات الشعب العراقي كلّها في العملية السياسية الجارية في البلاد، بهدف وضع حد للعنف الطائفي.
( أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)


دائماً ما كان في قرارات تنفيذ حكم الإعدام شنق حتى الموت، أن ترتفع الفقرات العنقية وبالتالي تحصل الإماتة للشخص ويبقى الرأس معلقاً بالجسم من ناحية الفعلية لكن ربما هذا شيء جديد بسبب أفعال هذا الرجل