شهدت فنزويلا أمس الانتخابات الرئاسية التي طال انتظار الرئيس هوغو تشافيز لها ليحقق عشرة ملايين صوت، طالما وعد بالحصول عليها، وليعزز بالتالي موقعه في الجمهورية «البوليفارية» لست سنوات مقبلة، يتوقع أن تعطيه زخماً ودفعاً للمضي في تطبيق افكاره، التي تعادي، أساساً، الهيمنة «الامبريالية» الأميركية على العالم، وعلى أميركا الجنوبية خصوصاً.ودعي نحو 16 مليون ناخب إلى المشاركة في الانتخابات أمس، فيما تشير التوقعات الى أن تشافيز (52 سنة) هو الاوفر حظاً للفوز بها.
وأفاد آخر الاستطلاعات بأن تشافيز، الذي يدعو الى «اشتراكية للقرن الواحد والعشرين»، يتقدم بنحو ثلاثين نقطة على خصمه الاشتراكي الديموقراطي مانويل روزاليس، حاكم ولاية سوليا (غرب).
ويستمد النظام الفنزويلي شعبيته من البرامج الاجتماعية التي طبقها وموّلها بفضل العائدات النفطية لهذا البلد الذي يحتل المرتبة الخامسة بين مصدّري الخام في العالم.
ويندِّد روزاليس (53 عاماً)، زعيم المعارضة الموحدة الذي يدير ولاية نفطية ثرية، بالنظام الفنزويلي «الكوبي الشيوعي»، داعياً الى إسقاط «الايديولوجيا السياسية» وفك الروابط التي اقامها تشافيز مع الدول المعادية للولايات المتحدة ولا سيما في الشرق الاوسط.
وتبارز المرشحان المتنافسان بحشد جموع المؤيدين في المهرجانات الانتخابية وبتسريب الشائعات، وتبادلا الاتهامات برفض كل منهما الاعتراف بهزيمته.
وانتشر اكثر من 130 ألف جندي لضمان الامن خلال الانتخابات التي تجري في دورة واحدة تحت اشراف الف مراقب دولي من «منظمة الدول الاميركية» والاتحاد الاوروبي.
ووقف الفنزويليون من أصل عربي، في العديد من المدن، أبرزها كاراكاس وفالنسيا، في طوابير، للإدلاء بأصواتهم التي من المرجّح ان تذهب الى تشافيز، علماً بأن معظمهم من أنصاره (تشافيزتا).
وأطلقت احدى منظمات «حزب البعث» في سوريا موقعاً على الانترنت لدعم تشافيز وتشجيع الجالية السورية الكبيرة في فنزويلا، والتي تحظى بمناصب عالية في الدولة، للتصويت له.
وقال عدنان عربش، رئيس «اتحاد شبيبة الثورة»، لوكالة «رويترز» أمس: إن «الهدف من الموقع هو التعريف بتشافيز وفنزويلا إلى جانب التواصل مع الجالية السورية هناك، التي لا بد من أن نثير اهتمام أبنائها للمشاركة في الانتخابات بكثافة. إننا واثقون من أنه (تشافيز) سيحقق النجاح».
ومن المرجح أن يفوز تشافيز، الذي تعرض عام 2002 لمحاولة انقلاب، بولاية ثانية، وذلك اعتماداً على دعم الغالبية الفقيرة لفنزويلا، والتي يسكن مئات الآلاف منها في أحزمة بؤس في جوار العاصمة ومحيطها، وقد أغدق عليها تشافيز المكاسب غير المتوقعة من مبيعات النفط الخام، وهو يعمل على إخراجهم شيئاً فشيئاً من فقرهم.
وفي حالة فوز تشافيز، يتوقع أن يُوسِّع نطاق ثورته اليسارية التي يقودها بطريقته، والتي انطوت على مصادرة أراض واستيلاء الدولة على مشاريع نفطية أجنبية، كما يتطلع الى تكوين مزيد من التحالفات الدولية ضد الولايات المتحدة.
أما في حالة هزيمته، فسيواجه زعيم المعارضة روزاليس تحدياً قاسياً يتمثل في الحكم، في ظل هيمنة أنصار تشافيز على المؤسسات الحيوية مثل الجيش وشركة النفط الحكومية العملاقة.
وقد عبّر أنصار روزاليس من الطبقة المتوسطة عن خوفهم من أن سكان البلدات المؤلفة من أكواخ، وكثير منهم مسلحون، سيتدفقون على الأحياء الثرية اذا لم يفز تشافيز في الانتخابات.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، الأخبار)