strong>من دمشق الى طهران، ثم القاهرة التي يزروها الرئيس العراقي جلال الطالباني الأسبوع المقبل. هكذا تتحرك الدبلوماسية العراقية في مساعيها لحل الخلافات مع الجوار، والتي لا تزال تنقصها خطوة مشابهة حيال الرياض. اللافت أن بغداد تصرّ على ذاتية تحركاتها، فهل تسهم في تحقيق الانفراج في العراق؟
شدَّّد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس على أن حكومة بلاده هي التي يجب أن تدير الحوار مع دول الجوار للمساهمة في ترسيخ الاستقرار في العراق، لا الولايات المتحدة.
وأبلغ زيباري صحيفة «فايننشال تايمز» أمس، «لدينا آراء خاصة في شأن الحوار مع دول الجوار، ولا نرى أي فائدة من وراء عقد مؤتمر دولي في شأن العراق لأننا تجاوزنا هذه المرحلة».
وقال وزير الخارجية إن «العراق يجب أن يشرك دول الجوار، لا الولايات المتحدة، على ان تقود الحكومة العراقية المنتخبة هذا التحرك»، مشيراً إلى أنه يعمل من أجل عقد اجتماع لوزراء خارجية دول الجوار في بغداد في شباط المقبل.
ومن المقرر أن يبدأ الطالباني الأسبوع المقبل زيارة رسمية إلى القاهرة تدوم يومين، في إطار جولة عربية محدودة لإجراء محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى حول تطورات الوضع الراهن فى العراق.
وقال مصدر رسمي عراقي، لـ«الأخبار»، إن الطالباني، الذي يحتفظ منذ الخمسينيات من القرن الماضي بعلاقات وطيدة مع القاهرة، سيطالب مبارك بمساعدة حكومته على الحصول على مساعدات أمنية عربية لمواجهة خطر تصاعد العمليات المسلحة في العراق، مشيرة إلى أن القاهرة سبق أن وعدت بتقديم مساعدات لوجستية للأجهزة الأمنية العراقية وبتدريب كوادرها.
وتأتى زيارة الطالباني لمصر بمثابة مصالحة بين القاهرة وبغداد، إثر الفتور الذي شاب علاقات الطرفين عقب تصريحات صحافية لمبارك اتهم فيها شيعة العراق بأن ولاءهم الحقيقي هو لإيران.
من جهة أخرى، أقرّ رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس بأن القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق لا تحقق نصراً، وذلك قبيل توجهه الى واشنطن لمناقشة الخيارات الاستراتيجية في هذا البلد.
إلا أن بلير، الذي من المقرر أن يجري محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم، أكد أن العراق يمكن إنقاذه لكن فقط كجزء من استراتيجية أوسع في الشرق الأوسط تركّز على النزاع الإسرائيلي ـــ الفلسطيني.
ميدانياً، قتل 26 شخصاً وأصيب العشرات في هجمات طالت بغداد والحلة و كركوك أمس، فيما أعلنت الشرطة أنها عثرت على 48 جثة مصابة بجروح نتيجة إطلاق رصاص، عليها آثار تعذيب، في مناطق مختلفة من العاصمة العراقية.
وذكرت وزارة الداخلية العراقية أن اشتباكات ضارية اندلعت بين ميليشيات شيعية وسكان حي سني في غرب بغداد أمس، عقب سقوط وابل من قذائف الهاون، ما أسفر عن إصابة خمسة أشخاص.
وأعلن الجيش الاميركي أمس مقتل أحد جنوده خلال عمليات عسكرية في بغداد الاحد الماضي.
وأفاد بيان لوزارة التعليم العالي أمس أن ما لا يقل عن 56 شخصاً من موظفي ومراجعي الوزارة الذين خطفوا الشهر الماضي من دائرة البعثات لا يزالون في «عداد المفقودين».
في هذا السياق، أعلن مستشار الأمن الوطني العراقي موفق الربيعي أمس اعتقال «أمراء في تنظيم أنصار السنة»، مشيراً الى وجود «أمير الأمراء في سوريا» حيث «يوجه الأعمال الإرهابية» في العراق.
وقال الربيعي، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، «تمكّنّا قبل أيام من القبض على أمراء في تنظيم أنصار السنة، ومن خلال التحقيق ثبت ارتباطهم العسكري بالرجل الأول الموجود حالياً في سوريا».
الى ذلك، حضر الرئيس العراقي السابق صدام حسين أمس، جلسة محاكمته، مع ستة من أعوانه، بتهمة الإبادة الجماعية للأكراد في قضية الانفال، وذلك رغم إعلانه الاثنين أنه لن يحضر جلسات المحكمة احتجاجاً على تكرار منعه من الكلام.
واستمعت المحكمة الى شهادة طبيب سابق في مستشفى تابع للمتمردين الاكراد، الذي قال إنه عالج ضحايا هجمات بالغازات السامة، مشيراً الى أن الجيش العراقي استخدم مراراً الأسلحة الكيميائية ضد القرى وكان يلقي أغلبها من الجو، قبل أن تُرفع الجلسة الى اليوم.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز،
يو بي آي، أ ب)