يحيى دبوق
أعربت مصادر أمنية إسرائيلية أمس عن قلقها مما تعتبره «علاقات آخذة بالتوثّق بين إيران وحركة حماس».
وكشفت صحيفة «هآرتس» عن نقاشات أجرتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أخيراً على خلفية زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني، إسماعيل هنية، إلى طهران والدعم المادي والسياسي الذي حصل عليه هناك. وأثير في هذه النقاشات تقدير مفاده أن إيران تسعى إلى «عقد حلف استراتيجي مع حماس يمنحها حق الكلمة الأخيرة في شأن خطواتها في مقابل إسرائيل، كما هي الحال مع حزب الله».
وتعليقاً على المساعدة المالية التي وعدت إيران بتقديمها إلى الحكومة الفلسطينية، والبالغة 250 مليون دولار، نقلت «هآرتس» عن مصدر أمني إسرائيلي قوله «إن هذه (الأموال) ليست هدية مجانية، فالإيرانيون يتوقعون مقابلاً، وهو زيادة تأثيرهم في الساحة الفلسطينية واستجابة حماس لتوجيهاتهم».
وإلى جانب الدعم الإيراني الصريح، يبدو أن الجولة العربية الناجحة عموماً لهنية عززت عناصر القلق الإسرائيلي من رجحان احتمالات تجاوز «حماس» للصعوبات والعراقيل التي وضعت أمامها عند تأليفها الحكومة الفلسطينية. ورأت «هآرتس» أن حكومة «حماس» تحافظ على الاستقرار رغم أنها لم تخضع للشروط التي أملتها الرباعية الدولية، ومنها الاعتراف بإسرائيل، وانقطاع المساعدات المالية عنها جراء ذلك.
أما على المستوى العسكري، فتتابع «حماس» تسلّحها بوتيرة سريعة، ويُرجّح، بحسب الصحيفة نفسها، أن تكون الحركة قد نجحت في زيادة مدى صواريخها وتحسين نوعية المتفجرات التي تحملها.
وفي الخلاصة، فإن الانطباع المتولّد عند المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أن حماس استمدت مزيداً من الثقة بنفسها جراء الأحداث التي انطوت عليها الأسابيع الأخيرة، وأهمها موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار.
ورغم أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يسجلون لـ«حماس» نجاحها في فرض وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقدرتها على الالتزام بتعهداتها أكثر مما فعلت حركة «فتح» في ظروف مشابهة، إلا أن القلق المتنامي من سعي «حماس» إلى استغلال الواقع المستجد لتعزيز مكانتها السياسية وقدراتها العسكرية، دفع وزير الدفاع الإسرائيلي، عامير بيرتس، إلى إصدار أوامره إلى الجيش بمواصلة الاستعدادات لعمل عسكري بري كبير في القطاع، وخاصة أن الاستخبارات الإسرائيلية لا تستبعد سيناريو تقوم فيه إيران بممارسة الضغط على «حماس» لاستئناف عملياتها ضد إسرائيل.