أعربت الولايات المتحدة وروسيا أمس عن تفاؤلهما بصدور قرار دولي في شأن إيران قبل نهاية الأسبوع الجاري، وبإجماع أعضاء مجلس الأمن الـ15، في وقت يتخوف فيه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، الذي يستعد لترك منصبه نهاية الشهر الجاري، من عملية عسكرية محتملة ضد الجمهورية الإسلامية.وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أن واشنطن تريد أن يصوت مجلس الأمن هذا الأسبوع على مشروع قرار يفرض عقوبات على إيران لرفضها تعليق عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال «نريد تصويتاً قبل عطلة نهاية الأسبوع.. أعتقد أنه لم يبقَ أمامنا سوى مسألتين في القرار» لمناقشتهما، مضيفاً إن « التصويت سيكون بغالبية 15 صوتاً في مقابل لا شيء».
وتأتي تصريحات شون ماكورماك فيما يواصل ممثلو الدول الست الكبرى المعنية ببحث الملف الايراني مناقشة مسودة القرار الدولي في مقر الامم المتحدة في نيويورك، حيث عقدوا أمس اجتماعين لهذه الغاية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن النسخة الأخيرة المعدّلة التي لا تزال قيد المناقشة في نيويورك «تعكس نهجنا بصورة كبيرة». وأضاف إن «المشروع يشدد على كل جوانب النشاط النووي التي تثير قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تخصيب اليورانيوم ومعالجة (الوقود) وبرامج المفاعلات بالمياه الثقيلة فضلاً عن الحد من حصول إيران على معدات وتقنيات متعلقة بخلق أنظمة لإطلاق الأسلحة النووية».
وأضاف لافروف «أعتقد أنه يمكننا التوصل، على هذا الأساس، الى قرار بالتوافق في مجلس الأمن يحث الإيرانيين على الجلوس الى طاولة المفاوضات ويضمن تعاوناً نشطاً وكاملاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن كل المسائل العالقة المتعلقة بالنشاطات النووية الإيرانية».
من جهته، أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أن ايران لن تقف مكتوفة الأيدي اذا فرضت عليها عقوبات دولية بسبب برنامجها النووي، محذراً «الثلاثي» الأوروبي، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، من “العبث” مع بلاده.
وقال نجاد، في خطاب ألقاه في مدينة كيرمان شاه غربي إيران، “يتعين أن تعرف تلك البلدان الأوروبية الثلاثة أنها إذا أصرت على حرمان إيران حقوقها (النووية) فإن شعبنا سيعتبر ذلك عداءً وسيغير موقفه طبقاً لذلك”.
أما وزير الخارجية منوشهر متكي فقال من جهته إن إيران قد توصلت الى التكنولوجيا النووية “وهذا يعني أن الملف النووي الايراني قد أغلق”.
الى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، في مؤتمر صحافي بمناسبة انتهاء ولايته أمس، مجلس الأمن الدولي إلى أن يبذل جهوداً من أجل حل الأزمة النووية الإيرانية من خلال التفاوض، قائلاً إن العمل العسكري سيكون كارثة. وأشار أنان إلى أن هناك مخاوف في شأن ما إذا كانت هناك عملية عسكرية أخرى تستهدف طهران، لكنه أضاف “لا أعتقد أننا بلغنا هذا الحد بعد أو أنه ينبغي لنا الذهاب في هذا الاتجاه. أعتقد أن هذا سيكون أمراً خالياً من الحكمة ومنطوياً على كارثة”.
وكانت شبكة “سي.بي.اس ـــ نيوز” التلفزيونية الأميركية قد ذكرت أمس أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تخطط لتعزيز كبير للقوات البحرية الأميركية يبدأ في كانون الثاني في منطقة الخليج، كتحذير لإيران. إلا ان مسؤولاً في الوزارة وصف التقرير بأنه “ينزع إلى التكهن”.
وفي أعقاب المشاركة المكثفة للشعب الإيراني في الانتخابات الاخيرة، قال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي إن “نتائج الانتخابات أظهرت أن الشعب الايراني لا يزال متمسكاً بقيم الثوره الإسلامية، فكانت هذه الانتخابات رسالة واضحة وجلية الى أصدقاء الثورة الإسلامية واعدائها”.
(رويترز، د ب أ، يو بي آي، مهر)