أجمعت ردود الفعل الدولية، عقب صدور حكم الإعدام على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين أمس، على ضرورة معاقبته، ورحّبت بالحكم، لكنها انقسمت على تطبيق عقوبة الإعدام.وأشاد الرئيس الاميركي جورج بوش أمس بحكم الإعدام ووصفه بأنه «إنجاز كبير» للديموقراطية الوليدة في العراق.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو «إنه لَيوم جيد للشعب العراقي». وأضاف «أصبح لديكم الآن دليل دامغ على وجود نظام قضائي مستقل في العراق».
ورأت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، في بيان، أن حكم الإعدام على الرئيس العراقي المخلوع هو «تذكير إيجابي لجميع العراقيين بأن سلطة القانون يمكن أن تسود على سلطة الخوف».
وقال السفير الأميركي لدى العراق زلماي خليل زاد، إن الحكم هو «محطة رئيسية في بناء العراق الجديد». ورأى زاد في بيان، أن «ديكتاتوراً سابقاً تخافه الملايين وقتل مواطنيه قد سيق إلى المحاكمة في بلده. ورغم أن العراقيين قد يواجهون أياماً صعبة في الأسابيع المقبلة، فإن إقفال كتاب صدام ونظامه هو فرصة للتوحد وبناء مستقبل أفضل».
وفي موسكو، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين، تعليقاً على حكم الإعدام على الرئيس العراقي المخلوع: «نحن ننطلق من أن محاكمة مواطن أي دولة، ومهما كان المنصب الذي كان يشغله في السابق، شأن داخلي لهذه الدولة، وأنها يجب أن تسكتمل من دون إيحاء من الخارج».
إلا أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي قسطنطين كوساتشيف، قال إن تنفيذ حكم الإعدام في حق صدام «ستترتب عليه عواقب كارثية على العراق الذي هو أصلاً على وشك الانفجار». لكنه تدارك أن «احتمال تنفيذ هذا الحكم مستبعد، إذ يغلب عليه الطابع المعنوي».
وفي هلسنكي، دعت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي، في بيان، الحكومة العراقية الى عدم تنفيذ حكم الإعدام في حق صدام. وأشارت الى أنها «تذكّر بموقف الاتحاد الاوروبي ضد عقوبة الإعدام، فالاتحاد الأوروبي يعارض العقوبة القصوى في كل الحالات وكل الظروف، ويدعو الى عدم تنفيذها في الحاضر».
وفي لندن، اعربت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت عن ترحيبها «بتطبيق العدالة على صدام حسين وغيره من المتهمين، ومحاسبتهم على جرائمهم».
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إن «فرنسا تأخذ علماً في ختام محاكمة صدام حسين، بالحكم الذي أصدره القضاء العراقي. هذا القرار يعود للشعب العراقي». وأضاف «في جو العنف الذي يشهده العراق حالياً، آمل ألاّ يؤدي هذا القرار الى توترات جديدة، وأن يبدي العراقيون، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية، ضبط النفس».
وفي برلين، قالت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل، إن حكومتها لا توافق على عقوبة الإعدام، مشيرة، من جهة أخرى، الى أن محاكمة النظام العراقي السابق في المحاكم «أمر صائب».
وفي روما، رأى رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي، أن الحكم بالإعدام يعكس «رأي المجتمع الدولي بأسره» في «الديكتاتور» السابق، معتبراً في الوقت نفسه أنه «ينبغي إعادة التفكير في هذه العقوبة».
وانتقد رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ضمناً الحكم بالإعدام على صدام، مذكراً بأن عقوبة الإعدام غير مطبّقة في اوروبا ولا يؤيدها اي بلد في الاتحاد الاوروبي.
وفي اسطنبول، دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العراقيين الى عدم ترجمة الحكم على صدام باعتباره «تشريعاً لتفكيك العراق». وقال أردوغان، إن الحكم «يفترض أن يُسعد الشعب العراقي» بيد أنه أضاف: «لاحظنا في الأيام الأخيرة ظهور أفكار خاطئة وبدائل خاطئة. نحن نقول للعراقيين: لا تحسبوا ذلك بديلاً لأنه سيؤدي إلى انهيار البلاد، وعندها ستغير دول الجوار مواقفها» من العراق.
وفي كاراكاس، علّق نائب الرئيس الفنزويلي فيشينتي رانغيل على حكم الإعدام بالدعوة الى محاكمة الرئيس الاميركي لارتكابه «إبادة» في العراق.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الاسرائيلية: «إننا نفضّل عدم إعلان موقفنا حتى لا يستخدمه الإرهابيون في العراق الذين يسعون الى إقحام اسرائيل في النزاع».
(أ ف ب، رويترز، أ ب،
يو بي آي، الأخبار)