رغم نفي البيت الأبيض أول من أمس أن يكون توقيت الحكم على الرئيس العراقي السابق صدام حسين حدد ليتزامن مع الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي، أكد خبراء أن حكم الإعدام يعطي “دفعة صغيرة” للجمهوريين في الانتخابات، في وقت تنصل ريتشارد بيرل، أحد أبرز مهندسي غزو العراق، من نتائج الاحتلال، محمّلا الإدارة الأميركية مسؤولية ما آلت إليه الأموروسخر المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو عندما سأله صحافي ما إذا كان المسؤولون الأميركيون والعراقيون قاموا بتوقيت الحكم لمساعدة مؤيدي الرئيس جورج بوش المرشحين للانتخابات. وسأله “هل تقول لي إن النظام القضائي العراقي يحضّر لنا مفاجأة”. وأضاف “العراق يملك نظاماً قضائياً مستقلاً”.وفيما يتهم محامو صدام واليسار الأميركي إدارة بوش بترتيب موعد صدور الحكم، يبدو الخبراء السياسيون متشككين حيال الأثر الذي سيتركه الحكم على الانتخابات.
ويقول كارول دوهرتي، الخبير في “مركز بيو للأبحاث”، “أتردد حقيقة في التكهن بهذا الشأن”.
أما ستيفن هيس، الخبير في معهد “بروكينغز”، فيقول “أعتقد أن الأثر سيكون متواضعاً”، مضيفاً أن “معظم الذين سيدلون بأصواتهم الثلاثاء، موقفهم محسوم من الوضع في العراق”، لكنه يرى أنه من الممكن أن يؤثر الحكم على عناصر المقاومة. ويوضح هيس “سيتصدر ذلك بالطبع عناوين الصحف وسيستخدمه الجمهوريون والرئيس بوش لتذكير الأميركيين بالسبب الذي من أجله ذهبت الولايات المتحدة الى العراق”.
وعلى الأنترنت ومنتديات النقاش التي يديرها اليسار الأميركي، وعلى بعض المواقع الفردية، تثار شكوك كثيرة حيال اختيار موعد إعلان الحكم بحيث يأتي لمصلحة الحزب الجمهوري.
إلى ذلك، أفادت مجلة “فانيتي فير” أن ريتشارد بيرل وغيره من المحافظين، الذين ضغطوا من أجل غزو العراق، يقولون الآن إنهم ما كانوا ليؤيدوا الحرب لو كانوا يعلمون مدى تردي مستوى أداء إدارة بوش في التعامل مع الحرب.
وأضاف بيرل، الذي كان عضواً في اللجنة الاستشارية للسياسة الدفاعية الخاصة في وزارة الدفاع الأميركية حتى العام 2004، “أعتقد أنني كنت سأقول في هذا الوقت.. لا لندرس استراتيجيات أخرى”.
وقال كينيث أدلمان، الذي كان عضواً في اللجنة نفسها، إن بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد، “تبين أنهما من أقل الفرق كفاءة في فترة ما بعد الحرب. ولا يقتصر الأمر على ارتكاب كل منهما أخطاء هائلة بصورة منفردة، ولكنهما يعملان معاً بصورة قاتلة.. وفاشلة وظيفياً”.
(رويترز، أ ف ب، أ ب)