تقف تامي دوكوورث بأقدام ثابتة على الأرض، وإن كانت ساقاها اصطناعيتين. وغالباً ما تردّ على مستمعيها قائلة “أنا محاربة سابقة في العراق. أنا المرأة التي بلا ساقين”.أهالي المنطقة الانتخابية السادسة في ألينوي قرب شيكاغو ليسوا بحاجة إلى معرفة قصتها، فكلهم يعرفونها، حتّى إن قصتها راجت لما هو أبعد من ذلك.
دوكوورث، المرشحة الديموقراطية بترت ساقاها قبل نحو عامين بقذيفة صاروخية (آر بي جي)، وهي واحدة من أشهر المرشحين في انتخابات الكونغرس.
وقد تسهم نتيجة السباق بينها وبين منافسها المرشح الجمهوري بيتر روسكام في تقرير أي من الحزبين سيسيطر على مجلس النواب.
ويخوض نحو 12 من المحاربين السابقين من حربي العراق وأفغانستان انتخابات الكونغرس اليوم. وجميع هؤلاء المرشحين، عدا واحد، من الديموقراطيين.
وقد شجعت قيادة الحزب ترشّحهم لكي تثبت على مرأى ومسمع من الجميع أن انتقاد الحرب في العراق لا ينطوي على أي شيء غير وطني.
وترى دوكوورث أن الحرب في العراق كانت خطأ، لكنها فخورة أيضا بأنها خدمت بلادها. ومن المفارقات الغريبة أن رغبتها في التحول إلى السياسة جاءت من جانب الجمهوري بوب دول، الذي أصيب في الحرب العالمية الثانية وصار في وقت لاحق زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ.
تصف دوكوورث نفسها بأنها “فتاة مرحة”، وتسخر من محنتها. وتقول “قدماي لن تبردا أبداً”. لكن بينما صار عجزها صائداً لأصوات الناخبين، تقول دوكوورث إنها تحاول تحويل الأنظار بسرعة إلى قضايا ذات أهمية مثل التعليم والرعاية الصحية.
وبغضّ النظر عما ستؤول إليه نتائج الانتخابات اليوم فإن دوكوورث لن تنزوي أبداً، كما قالت لصحيفة “شيكاغو تريبون”، فبعدما فقدت ساقيها، “ما من شيء آخر سيبث الخوف في نفسي”.
(د ب أ)