اتهمت واشنطن موسكو بـ«التراجع» عن الالتزامات التي سبق أن أعلنتها عند صياغة الرد الدولي على برنامج إيران النووي، في وقت ناقش فيه مجلس الأمن الدولي، خلال مشاورات رسمية في جلسة موسعة مغلقة، للمرة الأولى أمس، مشروع القرار الأوروبي الهادف الى فرض عقوبات على ايران بسبب رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم.ورأى مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، أن التغييرات، التي تسعى موسكو إلى إدخالها على مسودة قرار الأمم المتحدة، تتعارض مع الالتزامات التي قطعها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تموز الماضي.
وقال بولتون، للصحافيين في نيويورك أمس، «لا نعتقد أن النص الروسي يتناسب مع ما اتفق عليه وزراء الخارجية في ما سبق». وأضاف «لا أعرف كيف سيمكننا صياغته نظراً لأن النص الروسي يختلف اختلافاً بيّناً عما نعتقد أن وزراء الخارجية اتفقوا عليه».
وكانت روسيا قد اقترحت إدخال تعديلات أساسية، الجمعة الماضي، على مشروع قرار مجلس الأمن، الذي صاغته دول أوروبية، من شأنها أن تخفف من بعض العقوبات المقترحة وتحذف بعضاً آخر مع حذف فقرات من النص في الوقت نفسه.
وتطالب مسودة القرار التي قدمتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا جميع دول العالم بمنع بيع وتوريد أي معدات أو تكنولوجيا أو تقديم أي تمويل من شأنه أن يسهم في مساعدة إيران على إنتاج الصواريخ النووية والذاتية الدفع. كما تحظر مسودة القرار أيضاً سفر الأشخاص الحقيقيين أو المعنويين المساهمين في تنفيذ تلك البرامج وتدعو إلى تجميد أرصدتهم.
وكان لافروف قد أعلن السبت أن التعديلات التي اقترحتها روسيا تتضمن خصوصاً توضيح أن تكون العقوبات «محدودة زمنياً». وبحسب مصدر دبلوماسي، فإن موسكو تعارض فرض عقوبات فردية وقد تكون مستعدة لقبول حظر يتعلق فقط بالمعدات والمواد «الحساسة».
وقال دبلوماسي غربي لوكالة «فرانس برس» إن «التعديلات الروسية تضيّق نطاق العقوبات في حين أن الاقتراحات الأميركية توسّعه».
من جهة أخرى، أعلنت طهران أمس أن القوة البحرية التابعة لحرس الثورة نفذت هجوماً ناجحاً على أهداف لعدو مفترض تضمنت هجوماً منسقاً بالزوارق السريعة وإطلاق صواريخ بر ـــ بحر وغارات جوية.
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إلى قائد القوة البحرية في حرس الثورة الأميرال مرتضى صفاري إن «قيام زوارق سريعة بالهجوم على القطع البحرية للعدو المفترض، إلى جانب إطلاق صواريخ بر ـــ بحر، هو من أهم مراحل المناورة العسكرية» التي تحمل اسم «الرسول الأعظم» وانطلقت الخميس الماضي.
وأشار صفاري الى أن العمليات «أنجزت بدعم من نيران المقاتلات القاذفة من طراز (سوخوي) التابعة لسلاح الجو في حرس الثورة، وانتهت بتدمير القطع البحرية للعدو المفترض». وقال إن الوحدات المشاركة في المناورة اختبرت «مختلف أنواع الصواريخ والطوربيدات»
ورأى صفاري أن المناورة «أثبتت أن القوة البحرية قادرة، عبر الخطط القتالية، على إلحاق أفدح الخسائر بقطع العدو البحرية وحتى الاستيلاء عليها».
الى ذلك، يزور وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي موسكو غداً للقاء كبار المسؤولين الروس. وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أمس أن متكي سيجري خلال الزيارة مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وسيتم خلال الزيارة تبادل وجهات النظر في شأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية وكذلك البرنامج النووي الايراني.
(رويترز، أ ف ب، بو بي آي، أ ب)