القاهرة ــ خالد محمود رمضان
نفى المستشار السياسي للرئيس المصري حسني مبارك، الدكتور أسامة الباز، شائعات ترددت في الآونة الأخيرة بشأن استقالته أو احتجابه عن الساحة السياسية، وأبلغ «الأخبار» أمس أنه لا يزال موجوداً ولا صحة لما تردد في هذا الإطار.
وقال الباز «أنا أواصل عملي كالمعتاد منذ سنوات وعقود»، ورأى أن الكلام عن اختفائه «ليس له أي أساس ولا أزعج نفسي بالبحث عن تفسير».
ويعدّ الباز أحد الذين لمعوا في الحياة السياسية المصرية طوال العقود الثلاثة الماضية بمستوييها الرسمي والشعبي. ورغم أنه لا يتولى أي مناصب تنفيذية وليست لديه صلاحيات كبيرةإلّا أنّ دوره الاستشاري الخطير يجعله دوماً محط الأنظار والأضواء، فهو أحد كبار الموظفين التكنوقراط الذين ارتبطوا بعلاقات عمل وصداقة شخصية مع مبارك، دعمت مكانته ورسخت نفوذه في الدائرة الضيقة، التي تحيط بالرئيس.
ولدى سؤاله عن كيفية اتخاذ مبارك لقراراته، قال الباز إن «أسلوبه يقوم على اتخاذ قراراته بعد تحليل دقيق وبعد التعرف إلى آراء مختصين في الجوانب كافة وهو يستشير من يجد فيهم الكفاءة والمعرفة لمواجهة أي موقف»، مشيراً إلى أنه «ليس لديه حلقة ضيقة من المستشارين».
أضاف الباز إن «الاعتقاد بأن الرئيس جالس في حلقة ضيقة لا يخترقها أحد غير صحيح وهذه الحلقة، مهما كانت، لا تستطيع إيصال كل الجوانب المختلفة والآراء المتعددة في قضية ما، الرئيس ليس بعيداً عنها على الإطلاق ويشعر بنبض الشارع ويتلقى التقارير اليومية ويطّلع على الصحف، وخصوصاً عندما تكون الصحافة موضوعية».
ونفى الباز أن «يكون الهدف من تعديل مواد الدستور المصري تمرير ملف التوريث وتسهيل عملية وصول جمال مبارك إلى السلطة».
وعن تفسيره لوجود قناعة بأن التوريث آت لا محالة، قال الباز «هذا غير صحيح، هدف الرئيس كان دائماً عمل المزيد من الإصلاح ولا علاقة له بأي شيء آخر، لا قضايا التوريث أو غيره». وأضاف «بالعكس، هذه المادة 76 ترتّب عليه أن رئيس الدولة، وللمرة الأولى في تاريخ مصر منذ أيام الفراعنة، ينتخب من بين مرشحين متعددين عن طريق الانتخاب الحر المباشر، وليس عن طريق اختيارات ضيقة في غرف مغلقة وغير ذلك».
ورداً على سؤال عما إذا كان ذلك يعني أن جمال مبارك لا يعتزم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011، قال الباز «لا أستطيع أن أقول ذلك، ربما أراد في ما بعد أن يرشح نفسه، الكلام ليس مطروحاً بطريقة أو بأخرى والرأي في النهاية للشعب المصري».