واشنطن ـــ محمد دلبح
يواصل البيت الأبيض رفضه الرضوخ للدعوات المطالبة بجدولة انسحاب قوات الاحتلال الأميركي من العراق، رغم أن الرئيس الأميركي جورج بوش بات يفتقر إلى دعم الكونغرس الذي أصبح بيد الديموقراطيين، لكنه يأمل بتشتت الموقف الديموقراطي تجاه الخروج من هذا البلد.
وفي وقت كان بوش وكبار مساعديه يجتمعون مع المجموعة الدراسية حول العراق برئاسة وزير الخارجية الأميركي الأسبق الجمهوري جيمس بيكر والنائب الديموقراطي السابق لي هاملتون، دعا الرئيس الديموقراطي المقبل للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، كارل ليفين، إلى ضرورة أن تبدأ القوات الأميركية بالانسحاب من العراق في خلال أربعة أو ستة أشهر.
وقال ليفين، للصحافيين في مقر الكونغرس، إن «غالبية الديموقراطيين تؤيد وجهة النظر الداعية إلى ممارسة ضغط على البيت الأبيض للشروع في الانسحاب التدريجي من العراق في خلال أربعة أو ستة أشهر كي نوضح للعراقيين أن وجودنا ليس مفتوحاً، وعليهم القيام بالتسويات السياسية لحفظ العراق كدولة. لا يمكننا إنقاذ العراقيين من أنفسهم»، مؤكداً «إننا نغوص أكثر وأكثر في حفرة يجب أن نتوقف عن حفرها، ويجب أن نبحث عن بدائل لتعزيز فرص النجاح في العراق».
وما يعزز مطالبة ليفين أن الرئيسة الديموقراطية المقبلة لمجلس النواب، نانسي بيلوسي، جعلت مسألة العراق حجر الزاوية لبرنامج الديموقراطيين في العامين الباقيين من ولاية بوش باختيارها العضو الديموقراطي المناهض للحرب والداعي للانسحاب الفوري منه، جون مورثا، كزعيم للغالبية الديموقراطية في المجلس.
غير أن بوش لا يزال يحاول السيطرة وضبط وجهة المناقشات بشأن العراق، وهو ما عبر عنه المتحدث باسمه طوني سنو بقوله إن «الديموقراطيين لم يستقروا بعد على اقتراح نهائي في شأن العراق، وإن ما يقوله ليفين لا يلقى حتى الآن دعم كل الغالبية الديموقراطية».
وانضم جمهوريون بارزون إلى الضغوط على بوش لتغيير استراتيجيته إزاء العراق؛ فقد رأى رئيس لجنة القوات المسلحة الحالية في مجلس الشيوخ جون وارنر نتائج الانتخابات النصفية صرخة واضحة من أجل استراتيجية جديدة إزاء العراق.
غير أن جمهوريين آخرين بارزين يخالفون دعوة وارنر؛ وقال العضو الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، ليندسي غراهام، إنه سيعارض أي جهد لوضع موعد نهائي للانسحاب من العراق، واصفاً ذلك بأنه «مساو للاستسلام في جبهة مركزية في الحرب على الإرهاب».
وكانت أنباء قد ذكرت أن مجموعة بيكر ــ هاملتون ستوصي بسحب خمسة في المئة من القوات الأميركية في العراق كل شهرين، في محاولة لتأمين الانسحاب من دون التأثير سلباً على الوضع الأمني. كما أشارت إلى أن المجموعة ستوصي بتقسيمه إلى ثلاث دويلات، شيعية وسنية وكردية، في محاولة لوقف العنف.
وستنتقل المناقشة عن العراق، خلال الشهر الجاري، إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، التي تضم أعضاء يسعون إلى التنافس في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2008، مثل النائبة الديموقراطية هيلاري كلينتون والسيناتور الجمهوري جون ماكاين.
وستعقد اللجنة اليوم جلسة استماع يشارك فيها قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جون أبي زيد، فيما ستعقد جلسة استماع أخرى في شهر كانون الأول المقبل لبحث تعيين روبرت غيتس وزيراً للدفاع.
وقال وارنر إنه دعا أيضاً رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال بيتر بيس إلى الإدلاء بشهادته في جلسة استماع أخرى حول المراجعة التي تجريها مجموعة من العقداء في وزارة الدفاع بشأن السياسة الأميركية تجاه العراق.
وأشار ضابط عسكري أميركي رفيع المستوى إلى أن نتيجة انتخابات الكونغرس توحي بأن الشعب الأميركي قد لا يؤيد تأمين الأعداد الكافية من الجنود كي تستمر الحرب. لذلك، فالتحدي هو في كيفية سحب القوات من دون أن يؤدي ذلك إلى تردي الوضع الأمني.