غزة ــ رائد لافي
الأزمة الفلسطينية تسعى إلى لملمة ملامح الخيبة التي اعترتها خلال اليومين الماضيين، ولا سيما أن بوادر عدوان واسع على الأراضي الفلسطينية تلوح في الأفق

على وقع العدوان الإسرائيلي المتصاعد في شمال قطاع غزة، الذي أدى أمس إلى سقوط ثمانية شهداء، بينهم استشهادية، تنامت حالة التجاذب السياسي بين حركتي “فتح” و“حماس”، بالتزامن مع لقاء بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية في مكان سري للبحث في مصير مشاورات حكومة الوحدة “المعلّقة”.
وأشارت مصادر فلسطينية رسمية إلى أن “اللقاء جاء في سياق استكمال الحوار والمحادثات في شأن القضايا المتعلقة بتأليف حكومة الوحدة الوطنية والتهدئة المتبادلة والإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط في مقابل أسرى فلسطينيين في السجون الاسرائيلية”.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن نتائج لقاء عباس وهنية ستكون “حاسمة” وستؤشر لما ستؤول إليه المشاورات في شأن حكومة الوحدة خلال الأيام المقبلة بعد الانتكاسة التي أصابتها أخيراً. ووصفت مصادر من “حماس” الاجتماع بأنه “إيجابي” من دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل.
وكان الأمين العام للمبادرة الوطنية، النائب مصطفى البرغوثي، التقى ليل الأربعاء ـــ الخميس، عباس وهنية، كلاً على حدة، في مدينة غزة، واتفق معهما على عقد هذا اللقاء للبحث في الخلافات والقضايا العالقة.
في هذا السياق، طالب المتحدث الرسمي باسم حركة “فتح”، أحمد عبد الرحمن، بالاتفاق على البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية، باعتباره “الأساس لحل الأزمة”، واصفاً الحديث عن توزيع حقائب وزارية بمثابة وضع العربة أمام الحصان.
وفيما ترددت معلومات عن نية عباس الاستقالة إذا فشلت مشاورات تأليف حكومة الوحدة، نفى عبد الرحمن بشدة هذه الأنباء. وقال إن “الرئيس كان واضحاً منذ البداية بأنه سيبقى رئيساً للسلطة حتّى انتهاء مدته” الدستورية، وهي أربعة أعوام.
وفي إطار تراشق الاتهامات بين “فتح” و“حماس”، اتهم النائب عن حركة “فتح” عيسى قراقع رئاسة المجلس التشريعي بقيادة “حماس” بأنها تجاوزت الأصول الدستورية والقانونية.
وقال قراقع إن كتلة “فتح” امتنعت عن المشاركة في جلسة البرلمان أول من أمس “لأن رئاسة المجلس تجاوزت الأصول الدستورية والقانونية، عندما تجاهلت طلبات تقدمت بها كتلة فتح بشكل رسمي وفق الإجراءات الدستورية المعمول بها في المجلس التشريعي الفلسطيني”.
وانتقلت الفوضى الأمنية إلى الضفة الغربية، حيث أصيب رياض الولويل (53 عاما)، أحد قادة “حماس” بجروح، عندما فتح مجهولون النار عليه في قلقيلية.
ميدانياً، استشهد خمسة فلسطينيين، وأصيب آخرون، في العدوان على شمال قطاع غزة، فيما أصيب 6 جنود إسرائيليين، بينهم اثنان في عملية استشهادية نفذتها فلسطينية.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد الشاب جمال ناصر الندر ( 22 عاماً) جراء إصابته برصاص قناص إسرائيلي شرق مخيم جباليا للاجئين شمال القطاع. كما استشهد الشاب محمد الجرجاوي ( 19 عاماً)، الناشط في “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، وأصيب عدد آخر بجروح متفاوتة، في قصف جوي استهدف مجموعة من المقاومين قرب مدينة الشيخ زايد شرقي بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية إن «علاء عمر خليل (20 عاماً) وفلسطينياً آخر مجهول الهوية استشهدا خلال العملية».
واستشهد ثلاثة ناشطين في ألوية الناصر صلاح الدين، هم القائد الميداني في الألوية فائق ابو القمصان (35 عاما) ومحمود البسيوني ( 35 عاما) وثالث لم تعرف هويته، في غارة إسرائيلية على سيارة مدنية في حي الشيخ زايد في بيت لاهيا.
ونفذت فلسطينية عملية استشهادية ضد قوات إسرائيلية في بيت حانون، أدت إلى إصابة جنديين. وأعلنت «كتائب عز الدين القسام» مسؤوليتها عن تنفيذ العملية. وقالت، في بيان، «إن الاستشهادية القسامية فاطمة عمر محمود النجار (57 عاماً) فجرت نفسها وسط عدد كبير من الجنود الصهاينة» شرقي جباليا.
في هذا الوقت، كشفت مصادر إسرائيلية قيام القوات الإسرائيلية باحتلال المناطق المحاذية لخط التحديد الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، بهدف إقامة حزام أمني، في محاولة لمنع فصائل المقاومة من إطلاق الصواريخ المحلية في اتجاه البلدات والأهداف الإسرائيلية المتاخمة للحدود الشمالية والشرقية للقطاع.