strong>أثار إعلان القوات الاميركية اول من أمس عن اعتقالها الجمعة حارساً في منزل رئيس «جبهة التوافق العراقية» عدنان الدليمي، للاشتباه في ضلوعه في مخطط يهدف إلى تفجير سيارات مفخخة انتحارية داخل المنطقة الخضراء في بغداد، شائعات عن حصول محاولة انقلابية أكدها التيار الصدري ونفتها حكومة نوري المالكيشنّ ممثل التيار الصدري في البرلمان العراقي بهاء الاعرجي امس هجوماً على بعض القادة الحكوميين والبرلمانيين الذين يمثلون الطائفة السنية، متهماً إياهم بدعم الارهاب ومطالباً رئيس الوزراء نوري المالكي بإجراء تعديل وزاري كبير، في وقت ظهر فيه زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو ايوب المصري للمرة الاولى في شريط مصور وهو يدرِّب بعض العناصر على طريقة تفخيخ السيارات.
وكشف الاعرجي، في مؤتمر صحافي عقده في قصر المؤتمرات في المنطقة الخضراء، عن وجود محاولة انقلاب خلال اليومين الماضيين لإطاحة حكومة نوري المالكي. وأشار النائب العراقي الى أن الانقلاب كان يعتزم تنفيذه من سمَّاهم بـ«الصداميين والتكفيريين»، «ليبعثوا برسالة للحكومة بأننا موجودون». لكنه أضاف «من المستبعد حدوث عملية انقلابية لكون الاجهزة الامنية متنوعة».
ورأى الاعرجي ان هناك «ازمة ثقة بين المالكي ونائبه سلام الزوبعي من جهة وبين رئيس الوزراء وأحد نواب رئيس الجمهورية (لم يسمه) من جهة اخرى، وكنا دائماً نتدخّل لمصالحتهم». وأضاف «وكما تعرفون، فإن احد نواب المالكي حاول قبل فترة ادخال سيارة مفخخة الى داخل مجلس الوزراء».
ووصف النائب في «الائتلاف العراقي الموحد» مشروع الوحدة الوطنية، الذي تتبناه حكومة المالكي، بـ«الاكذوبة التي استجبنا لها بقناعتنا»، مضيفاً أن الأزمات التي تضرب بالبلد «كانت بسبب هذه التشكيلة الحكومية».
وقال الأعرجي ان «قوات الاحتلال جاءت بأساليب كثيرة ابتداءً بالديموقراطية التي من خلالها فتحت للارهابيين والتكفيريين الباب لقتل ابناء الشعب العراقي، مروراً بحكومة الوحدة الوطنية وآخرها مشروع المصالحة الوطنية».
وأضاف «وقد عثر في الايام الماضية على متفجرات في منزل أحد النواب البارزين في البرلمان تستخدم لتفخيخ السيارات وزرع المتفجرات»، في إشارة الى ما تناقلته بعض الوسائل الاعلامية عن وجود مصنع لتفخيخ السيارات في منزل الدليمي. وتابع «وقد تأكدنا منها بالأدلة القاطعة». لكنه استدرك «انا لا املك هذه الأدلة، إلا انها متوافرة لدى الحكومة وتتمثل بأقراص مضغوطة (سي دي) وصور وأجهزة تفجير». وقال «اضافة الى ان احد حراسه من البارزين في تنظيم القاعدة».
ونفى الدليمي، رئيس «جبهة التوافق العراقية»، وهي أكبر تجمع للسنة العرب في العراق وتملك 44 مقعداً داخل البرلمان، هذه الانباء ونبأ إلقاء القبض على ابنه في هذه التهمة.
وندّد «مؤتمر أهل العراق»، أحد التنظيمات الثلاثة التي تؤلف «جبهة التوافق»، بشدة بالأنباء عن مداهمة القوات الأميركية منزل الدليمي، معتبراً أنه «لا أساس لها من الصحة»، وأنها «محاولة لتشويه الحقائق وقلب الوقائع من أنفس مريضة وأصوات مأجورة وأبواق مشبوهة تعبِّر عن حقدها الدفين ومكرها السيئ بالعراق وأهله الشرفاء».
من ناحية أخرى، ظهر ابو ايوب المصري، خليفة ابو مصعب الزرقاوي، للمرة الاولى، في شريط مصور بثته السلطات العراقية امس، ويتضمن لقطات يظهر فيها وهو يدرّب بعض العناصر على طريقة تفخيخ السيارات.
وقال مستشار الامن العراقي موفق الربيعي في مؤتمر صحافي أمس، ان الشريط الذي يظهر فيه المصري، ضُبط في منطقة اليوسفية (جنوب بغداد) قبل أيام.
وتظهر في الشريط صور متفجرات مموهة ويعلو صوت شخص يتحدث باللهجة المصرية قبل أن يظهر وجه المصري الملقب ايضاً بأبو حمزة المهاجر.
وتوعّد الربيعي المصري قائلاً «خلال فترة قصيرة جداً، إما أن تكون جثة هامدة أو مقيّداً لتمثل امام القضاء. ونقول له ان ايامك اصبحت معدودة».
وقال الرببعي «لا انقلاب عسكرياً في العراق ولا محاولة انقلاب عسكري، هناك محاولات اعلامية لإيجاد ضجيج اعلامي وأعداء وهميين للحكومة».
وقال الربيعي إن «احد حراس الدليمي اعترف بعد القبض عليه لتورطه مع احد افراد تنظيم القاعدة، بأن سيارات مفخخة موجود في بغداد وستجوب مناطقها»، مشيراً الى أن «الدليمي ليس متهماً بل احد حراسه».
ميدانياً، ذكرت مصادر امنية أن ثمانية اشخاص قتلوا وأصيب آخرون بجروح في اعمال عنف متفرقة في بغداد وبعقوبة، فيما اعلنت القيادة العامة للقوات العراقية عن مقتل ثمانية «ارهابيين» واعتقال عشرات آخرين في الرمادي وبغداد خلال فترة 24 ساعة، كما سلّمت القوات الاميركية قاعدة «ديوك» في النجف الى القوات العراقية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)