strong>اختتمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس زيارتها إلى العراق أمس في إقليم كردستان، حيث اجتمعت مع رئيس الإقليم مسعود البرزاني لمناقشة عدد من القضايا، ولا سيما كيفية توزيع عائدات النفط، وسط إشارات إلى اقتراب اندلاع أزمة في كركوك، حيث أعلن حظر التجوال الشامل، وهو الأمر الذي يخشى أن يأتي في سياق الإعلان الكردي الأربعاء أن عملية التطبيع في المدينة سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلةأعلن مسعود البرزاني، عقب لقائه رايس في أربيل أمس، أنه «يفضل توزيعا عادلاً لعائدات النفط في شتى أنحاء العراق»، مشدداً على أن «الأكراد، كأي أمة أخرى، لهم الحق في الحكم الذاتي» وإن أوضح أن البرلمان الكردي اختار «النظام الفيدرالي» في إطار دولة العراق الفيدرالية.
في هذا الوقت، أغلقت منافذ كركوك وفرض حظر تجول شامل على المدينة بدءاً من السادسة من مساء أمس حتى «إشعار آخر»، حسبما أفاد مصدر أمني أشار إلى أن القوات العراقية ستبدأ «حملة تفتيش عن الاسلحة غير المرخصة».
يذكر أن الشرطة بدأت منذ أول أيام شهر رمضان فرض حظر تجول في كركوك بين التاسعة ليلاً والسادسة صباحاً منعاً لهجمات مسلحة قد تستهدف المدنيين في المدينة، كما فرضت حظر التجول على طريق كركوك ــ تكريت بين السادسة مساء والسادسة فجراً قبل أربعة ايام.
وأعلن المستشار الصحافي للبرزاني، فيصل الدباغ، أن رايس ناقشت في أربيل أمس مع رئيس إقليم كردستان «العديد من القضايا الساخنة في مقدمتها مسألة أمن العراق والمصالحة الوطنية والعلاقات مع دول الجوار وواردات النفط ومقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي». وأضاف أن «رايس عبرت عن سعادتها بإغلاق مقارّ حزب العمال في العراق».
وقالت رايس، قبيل اجتماعها مع البرزاني، «نعتقد أن النفط يحب أن يكون مورداً لكل العراقيين. ويجب أن يستفيد منه الجميع». وأضافت «رؤيتنا الوحيدة التي أبلغناها للعراقيين ويشاطرنا إياها غالبيتهم على ما أعتقد، هو أن النفط يجب أن يكون عامل توحيد لا عاملاً يجعل البلاد أقل وحدة».
يشار الى أن العلم العراقي غاب خلال المؤتمر الصحافي بين رايس والبرزاني، بينما رفع العلمان الكردي والأميركي.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد قالت خلال لقائها المسؤولين العراقيين مساء أول من أمس إن العنف الطائفي في العراق يشكل «تهديداً استراتيجياً».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك إن الوفد الأميركي «لاحظ تغييراً من جانب شخصيات العرب السنة، فهم لا يرون أن الولايات المتحدة عدوهم، بل المتطرفون، أولئك المدعومون من إيران أو من الأصوليين السنة، الذين يرونهم سبباً للمشاكل وليس الولايات المتحدة. إن الأمر يتعلق بتغيير إيجابي».
وطالبت «جبهة التوافق العراقية» رايس، التي بدأت زيارتها إلى العراق أول من أمس، بـ «إنهاء الميليشيات الخارجة عن سيطرة الحكومة وإحداث توازن في وزارتي الدفاع والداخلية».
وقال رئيس الجبهة عدنان الدليمي أمس إن «اللقاء بوزيرة الخارجية الاميركية، الذي عقد في مقر السفارة الأميركية، اقتصر على بحث الوضع الأمني المتردي وما تقوم به الميليشيات من أعمال خطف وقتل ضد الأبرياء».
ورأى الدليمي «أن الحل (للوضع في العراق) ليس أميركياً، بل هو حل عراقي، إذ إن الالتزام بـ(وثيقة العهد) من كل الأطراف السياسية سيكون له أثره الواضح في إنهاء حالة الاحتقان الطائفي».
على صعيد آخر، رحب الوكيل الشرعي للمرجع آية الله علي السيستاني، الشيخ أحمد الصافي، في كربلاء أمس، بـ «وثيقة العهد» التي وقع عليها القادة السياسيون لوقف نزف الدم العراقي، لكنه وجدها فاقدة لبعض «المقومات».
وقال الصافي، أمام آلاف المصلين: «وقعت الكتل السياسية وثيقة التعهد، وهو أمر مرحب فيه ونسعى له جميعاً... لكنه يحتاج إلى مجموعة مقومات أولها أن نكون صادقين في ما نكتب ونكون مقتنعين بأن الاتفاق ملزم».
ميدانياً، أعلن مصدر في الشرطة العراقية أمس أن مسلحين أطلقوا النار، أول من أمس، على النائب في البرلمان عن التحالف الكردستاني محمد رضا سنكاوي، الذي ينتمي إلى التيار الإسلامي الكردي، وأحد افراد حمايته، فأردوهما.
وقتل أربعة أشخاص في بلدة عامرية الفلوجة في اشتباكات اندلعت بين سكان الحي والمسلحين أمس. وأعلن الجيش الأميركي أمس عن مقتل اثنين من جنوده في عمليات عسكرية في محافظة الأنبار غرب العراق، في حين توفي جندي دنماركي متأثراً بجروح أصيب بها جنوب البلاد.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس إن «هناك ميليشيات غير معلنة تعمل تحت الأرض وتقتل العراقيين».
( الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب، يو بي آي)